news-details

صفحات من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية: الصهيونية و"العمل العبري" |جهاد عقل

سبق وعالجنا في عدة مقالات، نشرت في صحيفة الاتحاد وغيرها من وسائل الاعلام العربية، موضوع الموقف الصهيوني، بل موقف الحركة الصهيونية على مختلف تنظيماتها واحزابها، بخصوص "العمل العبري"، بل احتلال اماكن العمل، التي يعمل فيها العمال العرب وطردهم منها بالقوة، كما هو المخطط الصهيوني العام، أي القيام باحتلال الارض والعمل، في هذه الحلقة من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية نقدم  عيّنه من الاخبار التي نشرتها صحف عربية بهذا الخصوص، ونقل قسم منها عن صحيفة "داڤار" العبرية التي نشرت تلك الاخبار بتوسع على صدر صفحتها الاولى، وهي الناطقة باسم نقابة العمال الهستدروت التي قادت هذه "الحاميات" ودربتها على أساليب الاعتداء على العمال العرب واستعمال وسائل العنف ضدهم وضد النقابيين قادة حركتهم  النقابية.

كما ننشر خبر حول قيام وفد نقابي عربي لم تعرف هويته بالمشاركة في مؤتمر دولي، وفي ظل عدم نشر أسماء المشاركين وما هي هويتهم، يكون هذا النشر على ما يبدو ضمن حملة التشكيك بالحركة النقابية العربية الفلسطينية وقادتها.

العمل العبري في حيفا
عقد العمال اليهود اجتماعًا حضره المتعهد العربي في بناية بروتسكي (الصحيح بروبسكي)، وهي البناية التي شاغب (اعتدى -ج.ع) عمال اليهود على العمال العرب فيها، ونتيجة الاجتماع وافق المتعهد في بادئ الامر على توقيف العمل في البناية المذكورة لمدة خمسة عشر يوماً ليمكن جمعية العمال من مفاوضة بروتسكي صاحب البناية المبلغ المطلوب منه نقداً وفوراً.

على ان المتعهد في الاجتماع آخر قال أنه على استعداد لتوقيف العمل في البناية مدة ثلاثة أيام فقط، هي الجمعة والسبت والاحد.

وتقوم جمعية العمل (العمال ج.ع) في حيفا الآن في مفاوضة النجارين اليهود الذين يُشغّلون عمالاً من العرب، وقد أقال اثنان من هؤلاء النجارين عندهما.هذا ولا تزال الحاميات اليهودية تتتابع على حراسة البناية وكلما اعتقلت كوكبة جيء بغيرها! (جريدة الدفاع الاحد ٢ايلول ١٩٣٤ ص٤)

 

 عدوان العمال اليهود على العمال العرب

القدس في ٢ ايلول -لمراسل الدفاع الخاص - كثيراً ما لفت نظر الحكومة الى الاعمال الغير القانونية التي يقوم بها عمال الهستدروت ضد العمال العرب، وكنا نأمل من الحكومة أن تهتم ولو قليلا

 لهذا الموضوع الخطير الذي نشاهد وقوعه في كل يوم حيث تحاول الهستدروت اخراج العمال ألعرب من المحلات اليهودية وإنا نعود ونلفت نظر الحكومة عساها تضع حداً لأعمالهم. (جريدة الدفاع ٣ايلول ١٩٣٤ ص ٥)

 

العمل العبري أيضًا

 جاء في دفار ما يلي:

اوقف العمل يوم الجمعة في عمارة الادون بروبسكي في حيفا نهائياً بينما كانت حامية مؤلفة من ٧٥ عاملاً تتهيأ الى حماية العمل العبري فيتلك العمارة. ولما اتصل نبأ توقيف العمل في العمارة بالحامية المذكورة انقسمت الى ثلاثة أقسام وذهب كل قسم منها الى حي من الأحياء اليهودية، وقد صادف القسم الاول من هذه الحامية عشرة من العمال الحورانيين * يعملون في بيت حوذي يهودي واقع في محلة تل عمل فطلب رجال الحامية من صاحبة البيت ان تطرد عمال العرب فامتثلت للأمر وطردت هؤلاء العمال العرب، ووجد هذا القسم أيضاً في ذات المحلة عاملين عربيين في بيت الادون ابشتاين وبعد مناقشة معه اجبروه على تسريحهما.

وكما فعل هذا القسم من الحامية اليهودية فعل القسمان الآخران، فكان الجميع يجبرون أي صاحب عمل يهودي على تسريح العمال العرب الذين كانوا يجدونهم عنده. وقد ذكرت دافار تفصيلات كل هذه الوقائع ولكننا اغضينا عن ترجمتها لأنها كلها من هذا القبيل.

وفي العفولة عندما وصل الى محطتها العمال اليهود الذين حكم عليهم في حيفا بالسجن ثلاثة شهور مع الأشغال الشاقة تجمهر قسم كبير من عمال اليهود وهتفوا للسجناء وحيوهم ولكن البوليس فرقهم بالقوة. وقد عقد مجلس الطائفة اليهودية في حيفا بالاشتراك مع ممثلي التجار وغرفة التجارة وجمعية المتعهدين وجمعية العمال اليهودية وغيرهم اجتماعاً تقرر فيه بالاجماع القرارت التالية:

١- تأييد العمل العبري والمقاومة القائمة لصيانته.

٢- الدعوة الى عقد اجتماع عام لاظهار خطر تشغيل العمال العرب على المهاجرة اليهودية للشعب اليهودي، الذي ينبغي عليه ان يمتنع عن تشغيل العمال ألعرب امتناعًا كليًا.

٣- اصدار منشور في هذا الصدد وتأليف وفد لمقابلة الحاكم في حيفا ومطالبته بالتدخل في مسألة قرار المحكمة الذي صدر على ٥٢ عاملاً وفي مسألة العمال الذين لم يحكموا بعد (الدفاع) هل تسمح الحكومة؟ وقد اظهر المحتجون استياء الشعب العظيم الذي تسبب عن قرار الحكم.

٤- مطالبة المهندسين والمعماريين بالاضراب عن العمل في البنايات التي يشتغل فيها عمال من العرب. (جريدة الدفاع الاثنين ٣ ايلول ١٩٣٤ ص ٤)

 

صحيفة دڤار الهستدروتية

تنشر خبر لها عن "حماية العمل العبري" وعلى صدر صفحتها الأولى يوم الاحد ٣ ايلول ١٩٣٤ تحت عنوان:

في المعركة لحماية العمل العبري كل اليهود في حيفا يقفون كرجل واحد من أجل حق المقاتلين والمعتقلين - عريضة لحماية العمل اليهودي"

تنشر فيه تفاصيل الاجتماع الداعم لعصابات الحامية التي نظمتها الهستدروت، من اجل ما اطلقت عليه المعركة من أجل العمل العبري وطرد العمال العرب من ورشات العمل التي كانوا يعملون بها. 

 

"مؤتمر دولي" لعمال فلسطين !!

جاءتنا الأنباء اليهودية بخبر "مؤتمر دولي" قيل أنه عقد في برلين "لعمال فلسطين" وأن الغاية منه كانت تسهيل التعاون بين العرب واليهود في سبيل عمران فلسطين والاعمال الإنشائية فيها.

وحضر المؤتمر عدد كبير من ذوي الشأن بينهم العلامة اينشتاين وادوارد برنشتاين وغيرهما من اليهود.

أما العرب الذين عقد هذا المؤتمر "لتسهيل التعاون بينهم" وبين اليهود، فلا يدري أحد في فلسطين من الذي حضر منهم المؤتمر!.

كما لم يعلم احد شيئاً عن "نادي العمال العربي" الذي تقول الأنباء اليهودية أنه كتب الى المؤتمر يهنئه بنجاح نقابة العمال اليهودية"الهستدروت" في التوحيد بين العرب وعمال اليهود! (جريدة فلسطين 1 تشرين الأول 1930 ص 3)

أخبار ذات صلة