news-details

قراءة أولية في اتفاق المعلمين | جاد الله إغبارية 

قبل كل شيء نقول لطلابنا ومعلمينا ومديري مدراسنا كل عام وأنتم بخير، متمنين لهم سنة دراسية مثمرة، فابتسامة طفل أو طالب يذهب إلى روضة أو صف أول تعني الكثير، وتبعث الأمل بأن القادم أفضل. إن الإضراب الذي أعلنت عنه النقابة ليس هدفًا، ولكنه وسيلة لتحقيق قفزة في أجور العاملين في سلك التربية والتعليم، مما ينعكس بالإيجاب على العملية التربوية – التعليمية، ويحسن من أداء المعلم، فالمحفزات دائما لها دورها في تحسين أداء أي مهنة، حتى دخول الجنة في العالم الآخر بحاجة إلى سلوك وتعامل جيد وعبادات لجني الحسنات والأجر.

للأسف الشديد، إن الاتفاق الذي وقعت عليه نقابة المعلمين ووزارة المالية مؤخرًا يبدو اتفاقا هزيلا، وبيع المعلمين ذوي الأقدمية والمتقاعدين الذين ضحوا بزهرات شبابهم في سوق النخاسة، وإليكم ملاحظاتي على الاتفاق في ظل قراءة أولية:

1. حاليًا أجرة معلم سنة أولى يعمل بوظيفة كاملة مع لقب أول هي 5800 شاقل (أجر مدمج)،  وفي ظل هذا الاتفاق ارتفع إلى 9000 شاقل، والمدير الجديد إلى 19000 شاقل، وطبعا هذا أمر جيد، وهذا البند من الاتفاق هدفه الأساسي استقطاب معلمين ومديرين في الوسط اليهودي، لأن هناك نقص كبير هناك، فكثير من المعلمين اليهود يتركون المهنة بسبب الأجر المتدني، ويبحثون عن مجالات أخرى أكثر ربحًا، بينما في الوسط العربي هناك أكثر من 15000 خريج وخريجة ينتظرون دورهم، ونسبة تعيينهم منخفضة مقارنة بالوسط اليهودي، هذا بالإضافة إلى مئات بل الآلاف الذين يعملون بوظائف جزئية، ناهيك عن أن معاهد إعداد المعلمين ما زالت تقذف مئات الخريجين إلى سوق البطالة، وأنا على يقين أن ميزانية بناء مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة تكفي لحل أزمة المعلمين العرب العاطلين عن العمل .

2. هناك ظلم للمعلمين ذوي الأقدمية، فزيادة 1100 شاقل شهريا على أجورهم هي نسبة ضئيلة مقارنة مع المعلم المبتدئ، وهي تساوي تقدم درجة حسب الأفق الجديد.

3. إعطاء صلاحيات واسعة للمديرين تجعل المعلم تحت رحمة مديره في المؤسسة التي يعمل بها، فإن كان رحيما رحمه، وإن كان غير راضٍ عنه ظلمه، وهكذا يبقى المعلم يسير "الحيط الحيط" لكيلا يزعله، فأين نحن من بناء معلم ذي شخصية تؤدي رسالة سامية؟ وعلى سبيل المثال، حدثني أحد المعلمين في مدرسة ما أن مديره يوزع الساعات الإضافية (36 ساعة سنوية) كما يحلو له متناسيًا المعايير، ويتخذ أسلوب المقربين أولى بالمعروف. وأنا هنا لا أعمم، هناك في وسطنا العربي مديرو مدارس من ذوي الضمير الحي، وكما جاء في المثل العامي: "ليس كل أصابعك مثل بعض".

3. إطالة فترة تثبيت المعلم إلى 3 سنوات هو تراجع عن اتفاقيات سابقة قد وقعتها النقابة، فحسب معرفتي، إن مدة تثبيت المعلم يجب أن تكون لعامين، ويحق للتفتيش أن يمددها لسنة ثالثة إذا توفرت شروط معينة، وهنا وحسب هذا الاتفاق ربما يتم التمديد إلى سنة رابعة، أو العمل حسب اتفاق خاص.

4. بخصوص نسبة العلاوات في الوظائف المدرسية، فحسب رأيي إذا ترجمت إلى مبالغ مالية، فقد لا تكون بفارق كبير عن النسبة والمبلغ الذي ورد في الاتفاق.

5. أما بخصوص بند التبسيط في سير فصل المعلمين، فهذا البند غامض، والذي استشفه أن السكين سوف تسلط فوق رقبة المعلم، خاصة المعلم العربي الذي يحمل رأيا سياسيًا، فلربما تكون محاولة لتدجيننا وإعادتنا إلى مربع الحكم العسكري.

6. الاتفاق لا يتطرق إطلاقا إلى زيادة في رواتب المعلمين المتقاعدين الذين ضحوا بزهرة شبابهم في مجال سلك التربية والتعليم، واعتبروا حسب الاتفاق في طي المنسيين.

7. أين الاتفاق من تقليل ساعات المكوث في المدرسة كما الاتفاق مع منظمة المعلمين الثانويين؟ وأين نقابتنا من الطرح الذي تبجح به "غاد ديعي" (رئيس اللجنة المهنية في النقابة) أنه سيتم إعفاء المعلمين القريبين من التقاعد (25 سنة أقدمية وما فوق) من تربية صف مع ضمان العلاوة في رواتبهم.

7. ضمان هدوء العمل من قبل النقابة حتى نهاية عام 2026 هو بالفعل عملية ضرب لنضال المعلمين العادل.

حسب رأيي، إن الاتفاق هو اتفاق هزيل، بدد تطلعات المعلمين، وحبذا لو أن نقابة المعلمين خاضت النضال معًا مع منظمة المعلمين الثانويين، لكان موقف النقابتين أقوى، ولحقق مكاسب أكبر بكثير، فلننتظر تنفيذ وتفصيل الاتفاق، فهذه قراءة أولية، وآمل أن أكون قد أخطأت.

 

 

 

أخبار ذات صلة