news-details

كلمات في الذكرى الثالثة لرحيل القائد النقابي والوطني الفلسطيني الرفيق محمد عبد الحميد العطاون

رحل عنا بسبب وضعه الصحي فجر الثامن من شباط 2020. لا يمكن ان أنسي ذلك التفاؤل الذي تميّز به الاخ والرفيق المناضل النقابي والوطني محمد عبد الحميد العطاونة (القدس)، حتى في اعتى المواقف كان دائما لا يفقد البوصلة النضالية، كيف لا وهو احد ابطال الانتفاضة الاولى ومناضل نقابي ارتبط برباط وثيق بهموم الطبقة العاملة الفلسطينية كابن الشعب الفلسطيني الذي تمرس في ساحات النضال من خلال حزبه الطبقي حزب الشعب الفلسطيني. 

تبوا الرفيق محمد عبد الحميد العطاونة عضوية قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ورئيس الدائرة الاعلامية لديه، بالإضافة الى دوره الحزبي وعضويته للجنة المركزية للحزب الشيوعي (الشعب) الفلسطيني. 

برز المناضل النقابي محمد العطاونة في نضاله الميداني، بالإضافة الى دوره البارز في الاعلام النقابي، وربطته علاقات مع العديد من النقابيين العرب، وكان من الاعضاء المؤسسين للاتحاد العربي للنقابات وحضر مؤتمره الاول في عمان ومؤتمره الثاني في المغرب، وفي اخر لقاء بيننا زودني بمواد المؤتمر الثاني لأطلع عليها، بعد نقاش بيننا حول دور لهذا الاتحاد، وفي المؤتمر الثالث الذي عقد العام الماضي كرم اعضاء المؤتمر ذكرى النقابي محمد العطاونة الذي كانت له بصمة واضحة في هذا الاتحاد. 

عندما كنّا نخوض في هموم شعبنا وطبقته العاملة، وجدته مرتبطا بقضايا العمال ولا يترك اية شكوى دون متابعتها بإخلاص مع رفيقه في فرع الاتحاد بالخليل الحاج نمور النتشة، كما كان دائما يذكّرني بقيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقاله يوم زفافه، وان هذا الاعتقال والتعذيب في زنازين الاحتلال شمل استعمال وسائل تعذيب تقشعر لها الابدان، لكن هذه الوسائل البشعة لم تكسر صموده الوطني لكنها هشمت وضعه الصحي، ولم يتزعزع ايمانه بان شعبنا الفلسطيني سيتحرر، مؤكدا تفاؤله، ومشيرا دائما الى عائلته التي احبها واخلص لها والتي صمدت والتي احبته.
 قبل رحيله بحوالي سنة كان قد فأجاني بانه قرر عقد زفاف ابنه البكر عبد الحميد، وعندما سألته لماذا العجلة، أجاب: اريد ان افرح به، لأنني لا اعرف ما سيحل بي صحيا وعلى ما يبدو انه كان يعرف ان وضعه الصحي صعب لكنه لم يفصح لي بذلك.. عن قوة صمود هذا المناضل حدث ولا حرج، قبل رحيله بيومين وفي الخامس عشر من شباط 2020 عقدت ندوة سياسية في بلده بيت كاحل – قضاء الخليل تحت عنوان "موحدون في مواجهة صفقة القرن"، وقف يقول بثقة القائد النقابي – الوطني: ّ"من يراهن على تحقيق انتصارات وطنية دون حماية اجتماعية ودون حماية حريات فهو اكثر وهما". وانتقد ممارسات السلطة الفلسطينية وغيرها من القيادة الفلسطينية.

 هكذا كان النقابي محمد عبد الحميد العطاونة شجاعا في طرح مواقفه شجاعة المناضل الذي تمرّس في النضال الشعبي خلال الانتفاضة الاولى ومن ثم في النضال النقابي اليومي في الكتلة النقابية لحزبه حزب الشعب الفلسطيني وممثلا لها في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين. 
تبقى ذكراه خالده، نحن نعي انهم هم السابقون ونحن اللاحقون لكن النضال النقابي والوطني لن يتوقف مهما بلغ بطش قوات الاحتلال. 

أخبار ذات صلة