news-details

مؤتمر الاتحاد العالمي لنقابات عاملي الخدمات: التزام متجدد  بـ "عولمة النضال لأجل الديمقراطية والعدالة"

فيلادلفيا - اختتم المؤتمر العالمي للاتحاد العالمي لنقابات الخدمات والموظفين أواخر الشهر الفائت في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، يضم هذا الإتحاد 20 مليون عاملة وعامل يعملون في القطاعات التشغيلية التالية : عمال الوكالة،الرعاية الصحية وغيرها،التجارة، التمويل والمصارف،الألعاب، التعبئة والتغليف، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات ذات الصلة، الإعلام والترفيه والفنون، البريد والخدمات اللوجستية، الخدمات العقارية، لاعبين العالم،  وشمل المؤتمر اجتماع 2000 من النقابيون من 109 دولة  لمناقشة القضايا الملحة التي تؤثر على العمال على مستوى العالم. لقد كانت الطاقة والمشاركة في جميع أنحاء المؤتمر مثالية، وبلغت ذروتها بإعادة انتخاب كريستي هوفمان أمينًا عامًا وجيرارد دواير رئيسًا جديدًا للاتحاد العالمي لنقابات الخدمات والموظفين.

 

"نصعد معًا من أجل السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان"

 

خلال خطاب القته كريستي هوفمان بعد إعادة انتخابها، تحدثت عن التحديات والفرص الهائلة التي تواجه النقابات في جميع أنحاء العالم قائلة :" هذه بيئة تتطلب طموحًا واستراتيجية لترجمة ما قد يكون لحظة عابرة إلى تغيير دائم، وقفزة إلى الأمام في تغطية موضوع المفاوضة. وكما سمعنا مرارا وتكرارا، نحن بحاجة إلى التفاوض في مكان العمل، ولكننا نحتاج أيضا إلى المزيد. نحن بحاجة إلى مفاوضات قطاعية. نحن بحاجة إلى هياكل تمكن النقابات من الازدهار، وليس الاكتفاء بها. نحن بحاجة إلى نقابات للجميع، وليس لشريحة ضيقة”.

 

هذا وقد تضمنت الجلسة الأولى من اليوم الثالث، والتي تحمل عنوان "نصعد معًا من أجل السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان"، خطابات ومناقشات حماسية قادها الناشطون والقادة العماليون والمسؤولون الحكوميون. أكد إدوين بالما إيجيا، نائب وزير العمل الكولومبي، على الحاجة إلى الوحدة العالمية في النقابات العمالية، قائلاً: "إن عولمة النضالات من أجل الديمقراطيات والعدالة هي علامة فارقة للحركة النقابية والاتحاد العالمي لنقابات عمال الخدمات والموظفين."

 

من كلمات النقابيين تعبّر عن مطالبهم بالنضال

 

أوضحت الأخت خينغ زار، رئيس اتحاد نقابات العمال في ميانمار، الحاجة إلى التضامن الدولي في الحرب ضد الحكم العسكري في ميانمار، شاكرة الاتحاد على دعمها.

حصلت أوكسانا سلوبوديانا، ممثلة اتحاد الرعاية الصحية في أوكرانيا، "كن مثل نينا"، على جائزة التحرر من الخوف. واصلت النقابة تنظيم العاملين في مجال الرعاية والدفاع عنهم في أوكرانيا في مواجهة الحرب والوباء. وقالت :"إن عملنا النقابي مهم للغاية الآن، عندما ندافع عن الحقوق الأساسية للعمال وحقوق الإنسان. ولن يكون أقل أهمية بعد الحرب استعادة الحقوق التي فقدناها وضمان ظروف عمل عادلة للناس”.

كما فاز الزعيم العمالي الكولومبي لويس فرناندو رودريجيز، من نقابة الرسوم البيانية والتعبئة والتغليف، بجائزة التحرر من الخوف. بقي لويس فرناندو على الرغم من المضايقات والتهديدات وحتى محاولة الاغتيال.

في جميع المجالات، بدءًا من دعوة صوفيا إسبينوزا للسلام والديمقراطية إلى تصوير ميلين كابالونا للحياة كموظفة في مركز اتصال في الفلبين، أصبح المؤتمر منبرًا للتعبير عن النضالات المتنوعة والمترابطة.وقالت كابالونا :” إن العمل في مركز اتصال في الفلبين أمر صعب للغاية. علينا أن نعمل في الغالب في الليل، ومعظم العمال محرومون من النوم. عندما يتصل أحد العملاء، فهو لا يتصل ليقول إنه سعيد، ولكن لأن لديه مشكلة أو حالة طارئة. إن إحباطهم يصيب العمال الذين يعيشون على بعد آلاف الأميال والذين يعانون من الحرمان كل النوم. يكسب معظم العمال أقل من 300 دولار أمريكي شهريًا. الكثير من العاملين في مراكز الاتصال لا يستطيعون إعالة أسرهم ويعيشون في فقر. ويمكن لهذه الشركات أن تدفع المزيد إذا أرادت ذلك. صرحت ميلين كابالونا، العاملة في شركة "بيان " في الفلبين، بأن العمل في خدمة العملاء أمر صعب للغاية، كما أننا نتقاضى أجورًا زهيدة.

كانت مداخلة ميلين جزءًا من لجنة حول مساءلة الشركات. خلال المناقشة، سلط دييغو فيلاسكو من كولومبيا الضوء على ضغط الصحة العقلية على مشرفي المحتوى الذين يحافظون على أمان الإنترنت، وهي مشكلة غالبًا ما يتم تجاهلها. رددت لوسيا ترنر من إسبانيا مشاعر التضامن، مؤكدة أن العمال يواجهون العديد من نفس المشكلات بغض النظر عن البلد الذي يتواجدون فيه.

خلال مائدة مستديرة حول نجاح الاتفاقية الدولية، أوضح ألكه بوسيجر، نائب الأمين العام للاتحاد العالمي لنقابات عمال الخدمات والموظفين، التزام الاتحاد  ببذل العناية الواجبة في مجال حقوق الإنسان للشركات وقال: "يلتزم الاتحاد العالمي لنقابات عمال الخدمات والموظفين بتغيير هذا من خلال تعزيز النضال  الواجب والإلزامي في مجال حقوق الإنسان للشركات، القابلة لتنفيذ المبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومعاهدة عالمية بشأن عدالة سلسلة التوريد، واتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن سلسلة التوريد، والاتفاقيات التجارية المرتبطة باحترام حقوق الإنسان.

ولكن إلى جانب عملنا لتغيير القواعد، يجب علينا استخدام الأدوات المتوفرة لدينا. من خلال قيامنا  بمساءلة الشركات هو التفاوض على اتفاقيات مع الشركات العالمية، والتي من خلالها نؤمن الحقوق التي تتجاوز القانون المحلي، وخاصة حقوق التنظيم والمفاوضة”.

 

المطالبة بالصحة والسلامة للعمال

 

من جهته أشاد النقابي أمين حق، الأمين العام لاتحاد عمال الملابس الوطني البنغلاديشي،في كلمته:” بالاتفاقية الدولية للسلامة من الحرائق باعتبارها إنجازًا عظيمًا للحركة العمالية: "إنها واحدة من أكبر الإنجازات في تاريخ الحركة النقابية العالمية - 200 شركة متعددة الجنسيات في وقال إن صناعة الملابس والنسيج وقعت على هذا الإنجاز الملزم قانونا. نحن بحاجة إلى وظائف في الجنوب العالمي، لكننا بحاجة إلى وظائف بكرامة وأجور عادلة وظروف عمل آمنة."

 

النقابي أتلي هوي، الأمين العام للاتحاد العالمي للصناعات، دعا الى مواصلة النضال من أجل   توسيع نطاق انتشاره الاتفاقيات الجماعية مع الشركات العولمية وأضاف:” يجب علينا تطوير برنامج لسلامة العمال في جميع البلدان المنتجة لقطاع الملابس والمنسوجات. وهتف:"  لا يمكن أن يتأذى من يصنعون ملابسنا".

 

تغير المناخ يؤثر على العمال

 

وقد تردد صدى المطالبة بإعادة التزام الحركة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ في العالم، حيث لفت النقابي  إبراهيم مامادو من نقابات السنغال الانتباه إلى الحاجة الفورية لمعالجة تغير المناخ، مع التركيز على آثاره غير المتناسبة على العمال. وقال: “ إن تغير المناخ لا يعرف حدودا، وعواقبه يشعر بها العمال في جميع أنحاء العالم".

وقال أنيت سينغ، الأمين الوطني لاتحاد موظفي البنوك والقطاع المالي في فيجي : "تنتج فيجي أقل من 0.006٪ من انبعاثات الكربون، ومع ذلك فإن التأثير على فيجي وأوقيانوسيا شديد. وحتى لو وصلنا إلى الصفر، فلن يتغير. ولهذا السبب فإن تغير المناخ هو شأن الجميع. قد يتطلب الأمر بعض التغييرات في نمط الحياة، لكن يجب علينا ذلك لأنه لا يوجد كوكب بديل”.

 

تحدثت جان سيمبسون من نقابة الموظفين في كندا عن أن نقابتها تتفاوض لحماية عمال البريد من تغير المناخ ولكن أيضًا لتخضير وظائفهم. وبالمثل، تحدثت مارين نيبيرج من نقابة التجارة السويدية هاندلز عن كيف يمكن لأعضاء النقابة أن يحدثوا فرقًا من خلال الحديث عن تقليل الاستهلاك وإعادة استخدامه وإصلاحه بدلاً من الإفراط في الاستهلاك.

 

العمال الشباب وعدم توفر فرص عمل مستقرة لهم

 

أما رئيس اتحاد الشباب، لوسيمارا مالاكياس، فقد لفت  الانتباه إلى القضايا التي تؤثر على الشباب في مكان العمل: "إن العمال الشباب في جميع أنحاء العالم هم بالفعل أكثر عرضة للعيش في فقر مدقع بمقدار الضعف مقارنة بالعمال البالغين، وفي العقد المقبل، سيصل مليار شاب إلى هذا الحد". دخول سوق العمل. حيث أن 90% من الشباب يأتون من البلدان النامية. وسيواجه هؤلاء العمال مستقبلاً من العمالة غير المنتظمة وغير المستقرة وغير الرسمية، مع قلة الفرص والعمل اللائق والأجور الملائمة للعيش”.

واختتم المؤتمر بإجماع الآراء على أن النضال من أجل حقوق العمال، والقيم الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية هو نضال عالمي. وكان هذا الحدث بمثابة تذكير قوي بالتأثير الذي يمكن أن يحدثه العمل الجماعي على حياة الأفراد في جميع أنحاء العالم، وانتهى بالتعهد بالتضامن والعمل المستدامين.

في رسالة وجهها المناضل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل، لأعضاء المؤتمر  وقرأها النقابي جوفانديا موريرا ليتي من النقابات البرازيلية أكد فيها بأممية النضال العمالي بقوله : "لدينا نفس اللغة: لغة العما لغة النضال،. التي تعبّر عن نضال المظلومين، وهي تغني أغاني المساواة وأحلام الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل”.

 

 

أخبار ذات صلة