news

غزة قبل العدوان - الحكمة قبل الشجاعة أحيانا

وتيرة التهديدات باقتراب قيام إسرائيل بعمل عسكري في قطاع غزة آخذة في التصاعد ، قادة الاحتلال سواء من المستوى السياسي أو العسكري يؤكدون كل ساعة أنهم بصدد القيام بمثل هذا العمل ضد القطاع ، وسائل الإعلام الإسرائيلية كافة تهيئ الداخل الإسرائيلي لذلك بل تقوم بتحريضه لتشجيع وتعجيل القيام بهذا العمل ، الدبلوماسية  الإسرائيلية تتحرك بديناميكية غير مسبوقة على كافة المستويات وهي، شئنا أم أبينا، تحقق نجاحات ملموسة في استغلال أخطائنا وسوء أدارتنا في استخدام وسائل مناسبة لإدارة هذه المعركة الأمر الذي مكنهم، دون شك، من حشد وتوفير رأي عام دولي مؤيدا لما تفكر حكومة الاحتلال القيام به، وحتى هذه اللحظة يواصل كبار الساسة في حكومة الاحتلال  جولاتهم في العالم دون توقف  لتحقيق المزيد من هذا التأييد، باختصار شديد يمكن القول أن عقارب الساعة تدور بسرعة نحو اقتراب لحظة القيام بهذا العمل، أما على الجانب الفلسطيني - الطرف المستهدف من هذا العدوان - فما زالت حالة الإرباك تسيطر على الموقف، وفي أفضل الحالات يمكن القول أن حالة انتظار القدر هي التي تسود. الفصائل الفلسطينية ومعها المجموعات المسلحة كافة أعلنت دون أن يطلب منها عن انتهاء التهدئة وحملت إسرائيل وهي محقة بالطبع المسؤولية عن  ذلك، والمجوعات المسلحة تستعد  لمواجهة القدر كما تقول، والشعب الفلسطيني المغلوب على أمره  أسير هذه الحالة وهو ينتظر بطبيعة الحال  مصيره  في ظل افتقاد أدنى  مقومات الصمود، وأقول دون مغالاة في ظل  فقدان كل مقومات الحياة بفعل الحصار المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام، والأمرّ من ذلك  إنه ينتظر مصيره المحتوم هذا دون أمل  بل في ظل استمرار حالة الانقسام المؤلم الذي يزيد الأمور والأوضاع تعقيدا ويضع القضية الفلسطينية برمتها في مهب الريح. أما  الدبلوماسية الفلسطينية رغم خطورة هذه الحالة فتتحرك ببطء وبشكل خجول حتى لا أقول من باب رفع العتب على أمل درء العدوان هذا إن أمكن، الأشقاء العرب، المعني منهم على الأقل، يقف مترقبا أية إشارة يمكن إن تساعده على التدخل لإنقاذ الوضع وتجنيب شعبنا حمام الدم الذي يخطط له قادة الاحتلال ، وبرأينا ان ذلك مازال امر ممكنا ويمكن القيام به من خلال إبداء الاستعداد للعودة الى جادة الحوار الوطني، دون شروط مسبقة، والعمل على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وبحث كافة الملفات بما فيها الوصول إلى تهدئة  شاملة ومتزامنة تحمي شعبنا من ويلات الاحتلال ومخططاته الدموية.

 

إن هذا الممكن  سؤال يتطلب الإجابة العاجلة نطرحه بكل قوة على الجميع  وخاصة على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتضبط الإيقاع وفق أجندتها الخاصة، الأمر إذا استمر على  هذه الحال ستكون نتيجته لا حالة الوقوع في فخ ما تخطط له إسرائيل و إغراق قطاع غزة بكل سكانها وشعبها الصامد في حمام دم يغتسل فيه ابرز مرشحي الانتخابات الاسرائيليلة القادمة، أمام ذلك نقول مجددا ألا يوجد عاقل وحكيم في القطاع يقول أن الحكمة تغلب الشجاعة في كثير من الأحيان.


26\12\2008
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني