news

المجلس القطري للجبهة: مهمات اساسية لبلورة انطلاقة النصر في الانتخابات البرلمانية

غدا السبت يعقد المجلس القطري للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، والاصح عقد الجلسة الاولى لهذا المجلس، ولعل تعدد جلسات هذه الهيئة الواسعة التي تضم مئات الاعضاء اليهود والعرب المنتخبين في جميع فروع الحزب الشيوعي والجبهة ومن مختلف مناطق البلاط، هذا التعدد يعكس سمة من سمات الدمقراطية المميزة التي تربط بشكل عضوي وجدلي بين الذاتي والموضوعي بشكل واع ومسؤول، فمهمة المجلس القطري في دورته الاولى مناقشة وتقييم الوضع السياسي والاجتماعي القائم عشية اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، اهم السمات البارزة التي ترافق مسار المعركة الانتخابية، المستجدات والتناقضات الاساسية في المعركة الانتخابية الجارية وفرز التناقض الاساسي من شبكة التناقضات، مدى جاهزية الجبهة لهذه المعركة، وخاسة مدى جاهزية عمودها الفكري – الحزب والشبيبة الشيوعية لهذه المعركة، دور كتلة الجبهة في الكنيست ومدى اسهامها في المعركة الحالية.
وعمليا يؤلف مجلس الجبهة القطري في دورته الاولى المرحلة التمهيدية التحضيرية الثانية بعد مجلس الحزب الشيوعي القطري (الذي عقد يوم الجمعة من الاسبوع الماضي) الذي مهمتها تتمحور حول بلورة وصقل وعي الرفاق والرفيقات الحزبيين والجبهويين حول خصوصية المعركة الانتخابية وقضايا المركزية والبنية الهيكلية لخارطتها الحزبية السياسية ومدلولاتها. فتحديد وتحليل هذه الامور في المجلسين القطرين التحضيرين، الحزبي والجبهوي، يعني عمليا مشاركة اوسع الكوادر الحزبي والجبهوية، القاعدية والقيادية اليهودية والعربية، في تحديد الموقف الوضع القائم ورسم الخطوط العريضة لموقف الجبهة من طابع منهجها وسياستها لهذه المعركة، موقفها من التحالفات ومع من، خطابها الاعلامي الدعائي ورؤيتها لما قد تتمخض عنه المعركة الانتخابية. كما ان المجالس التحضيرية التمهيدية تدفع عمليا باتجاه انتخاب بلورة قائمة الجبهة للكنيست بوضع الانسان المناسب وبشكل يكون بوسع القائمة واعضائها بمثابة ذهب عصملي قوة جذب جماهيري للتأييد وصاحبة قيمة عالية ومهنية الاداء وتجسيد برنامج الجبهة الكفاحي في القضايا الجوهرية – المفصلية، قضايا السلام العادل والمساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية والدمقراطية.
وبالنسبة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة فانها تخوض معركة الانتخابات البرلمانية المبكرة بثقة كبيرة النفس وباحتمال زيادة تمثيلها البرلماني، احتمال مبني على معطيات حقيقتين اساسيتين، الاولى، ان المنهج الكفاحي السياسي والاجتماعي للجبهة التي في مركزها الحزب الشيوعي قد اثبت مصداقيته وتجسد بزيادة التمثيل الجبهوي في رئاسة وعضوية البلديات والسلطات المحلية العربية واختراق جدار معاداة الشيوعية في الانتخابات البلدية وحصول عضو المكتب السياسي للحزب دوف حنين على 34% من الاحداث والكتلة التي يترأسها بخمسة اعضاء بلدية. فرغم محاولات طمس الجوهر والتعب السياسي لمعركة السلطات المحلية من خلال القوائم الطائفية والعائلية والانتهازية والمجرورة بحبال التبعية للاحزاب الصهيونية، رغم كل ذلك اثبتت نتائج الانتخابات للسلطات المحلية ان الجبهة عززت وزادت من قوتها كقوة رائدة اولى بين الجماهير العربية في اسرائيل. وهذه الحقيقة لها مدلوللها الايجابي وتعكس اثرها الايجابي كرافعة لزيادة التأييد الجماهيري للجبهة في انتخابات الكنيست القريبة.
والحقيقة الاساسية الثانية، ان الكتلة البرلمانية للجبهة المؤلفة من رئيس الجبهة النائب محمد بركة ود. حنا سويد ود. دوف حنين، رفعت اسم الجبهة عاليا وبشكل مشرف، فقد تميزت بانها شعلة نشاط، ولا نبالغ اذا اكدنا ما يؤكده حتى اعداء ومنافسي الجبهة، ان نواب الجبهة الثلاثة كانوا انشط اعضاء الكنيست في طرح قضايا وهموم جماهيرنا العربية وشعبنا العربي الفلسطيني والمجتمع الاسرائيلي بشكل عام وجرائمه من فقر وبطالة ومخاطر فاشية عنصرية بشكل خاص. وما ميز اعضاء كتلة الجبهة وبشكل بارز هو مهنية وتخصص كل واحد منهم عكست آثارها على نوعية واهمية طروحاتهم البرلمانية من قوانين ونقاط بحث واسئلة استجوابات. فالنائب بركة بولدوزر النشاط السياسي وطرح القضايا السياسية لشعبنا وجماهيرنا يقف بالمرصاد متصديا لمختلف مظالم وجرائم التمييز القومي والفاشية العنصرية متعديا بجرأته وبشجاعته وبموقفه الشيوعي الجبهوي الذي لا يلبن لمواقف اعداء الانسان والسلام والدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وزميله النائب د. حنا سويد اسهم بشكل كبير كاختصاصي ومهني في مجال التنظيم والبناء في رفع مستوى المعركة بشكل نوعي دفاعا عن الارض والمسكن وضد سياسة هدم البيوت السلطوية ضد سياسة الترحيل والتطهير العرقي للقرى العربية غير المعترف بها وانجار العديد من المكاسب في مجال الخرائط الهيكلية للقرى والمدن العرب. هذا اضافة الى اسهامه في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية الاخرى. اما الرفيق د. دوف حنين فقد تحول في الكنيست الى اشهر من علم لنشاطه المتميز ولكثرة القوانين التي نجح في تمريرها، خاصة في مجال البيئة والقضايا الاجتماعية مكتلة الجبهة بنشاطها الدؤوب والمتواصل والمرتبط عضويا بالنشاط الجماهيري السياسي والاجتماعي للحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، كتلة الجبهة هذه لها دورها وتأثيرها في زيادة تعزيز قوة الجبهة وتمثيلها البرلماني.
ورغم الحقيقتين المذكورتين ودورهما في الدفع لزيادة التمثيل الجبهوي في الكنيست فان الحزب الشيوعي والجبهة لا ينطلقان ابدا الى المعترك الكفاحي من منطلق فئوي حزبي ضيق واناني، بل تاريخهما يؤكد ان خدمة الصالح العام ومواجهة التناقض الاساسي والعدد الاساسي يجعل الحزب والجبهة يفكرون بافضل وسائل مجابهة ومقاومة العدد المركزي. ولا احد يستطيع ان ينكر دور الحزب الشيوعي الريادي في بلورة واقامة تحالفات وحدة الصف الكفاحية القطرية لجماهيرنا العربية كآليات نضالية ضد سياسة التمييز القومي السلطوية في مختلف المجالات، من اللجنة القطرية للطلاب الثانويين الى الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب الى اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي العربية الى لجنة متابعة القضايا الاجتماعية العربية ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة المبادرة العربية الدرزية واخيرا الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة.
لقد نجح الحزب الشيوعي في اقامة والمساهمة في اقامة الاطر الكفاحية القطرية المتعددة للجماهير العربية التي تعالج بالاساس القضايا العينية الاساسية المتعلقة بتطور الجماهير العربية والحقيقة ان ما ساعد في اقامة الاطر القطرية الكفاحية للجماهير العربية هو اولا ان سياسة التمييز القومي السلطوية معادية لكل العرب ولا تفرق جرائمها بين عربي وعربي، وهو ثانيا ان الحزب الشيوعي كان له دوره التاريخي المسؤول في صقل وعي الجماهير العربية ووحدتها الكفاحية ضد العدو المشترك – سياسة السلطة ودفاعا عن مصالحها المشتركة.
وبعد تطور جماهيرنا كما ونوعا رغم حواجز التمييز القومي السلطوي وبدأت تتبلور شرائح اجتماعية من البرجوازية الصغيرة والمتوسطة ومختلف التأثيرات الخارجية، اصبحنا نتحدث عن نشوء وتطور تعددية سياسية بمثل كل منها مصالح شريحة اجتماعية بين جماهيرنا، فحتى يوم الارض الخالد كان الفرز السياسي العام في اسرائيل بين الحزب الشيوعي ومعه قوى وطنية والى جانبه حركة "ابناء البلد ومن جهة ثانية الاحزاب الصهيونية ولم يكن بالامكان اقامة تحالف برلماني سياسي بين الحزب الشيوعي واحزب اليسار الصهيوني اذ اشترطت احزاب اليسار الصهيوني وارادت املاء الشرط الايديولوجي، أي تحالف مع صهيونيين والحزب الشيوعي ضد الصهيونية فكر او ممارسة. ولا يزال هذا الشرط قائما حتى يومنا هذا من قبل ميرتس وغيرها.
في المعركة الحالية ينطلق الحزب الشيوعي والجبهة بمسؤولية مؤكدا ان الخطر الاكبر الذي قد تتمخض عنه الانتخابات البرلمانية القريبة تشير الى احتمال نجاح قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية في تسلم قيادة السلطة، الامر الذي يعني تصعيد جرائم العدوان والاحتلال ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية وتصعيد الهجمة العنصرية ضد جماهيرنا العربية والدمقراطية وجماهير الكادحين ولمواجهة هذه المخاطر الحدية يطرح الحزب الشيوعي والجبهة قضية الحوار لبلورة تحالف او اشكال تحالفية لمواجهة تحديات المخاطر الجدية المرتقبة. فالحزب والجبهة كاجسام فكرية وسياسية فانهما يدعوان الى تحالفات سياسية وفق برنامج سياسي واجتماعي محدد المعالم. فمن غير المنطق ومن غير المصداقية بمكان ان تدعو الجبهة او تشارك في "سوبر ماركيت" قائمة عربية واحدة، دينها وديونها تقاسم الكراسي البرلمانية. فالقواعد الاساسية التي ترتكز اليها الجبهة في موضوع التحالفات اهمها، تحالف اممي يهودي – عربي بين قوى يهودية وعربية وفق برنامج السلام العادل والمساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية تقر بالحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني بالحرية والدولة والقدس وضد العنصرية والفاشية. وان يكون هذا التحالف بين قوى اثبتت نفسها ولها وجود في المعترك الكفاحي، وان يكون لكل واد على قدر سيله في موازنة تركيبة القائمة. من غير الصحيح القول ان جميع تيارات التعددية العربية موقفها واحد في القضايا الجوهرية. موقفها الواحد والوحيد في ان جميعها ضحايا سياسة التمييز القومي السلطوية، ولكن في القضايا الاجتماعية والموقف من المرأة، في قضية الموقف من التسوية النهاية للحقوق الوطنية الفلسطينية، في الموقف من العلاج العربي – اليهودي المشترك، توجد فوارق كبيرة خاصة من الحزب الشيوعي والجبهة والحركة الاسلامية، ولكن هناك تقارب ما بين الجبهة وبعض التيارات وخاصة التجمع. الاصح ولمنع الشرذمة ولخدمة القضايا الكفاحية الجوهرية بذل المساعي لاقامة كتلتي تحالف عربية- يهودية من القوى العلمانية واليسارية من الجبهة والتجمع ومنظمات اجتماعية وبيئية يهودية وعربية وقائمة اخرى من الحركة الاسلامية والقوى المتساقطة من اشجار احزاب وتنظيمات اخرى. المعركة المقبلون عليها تحتاج اكثر من أي معركة سبقت الى تحالفات سياسية كفاحية وليس الى تحالفات كرسيلوجيا انتهازية.