لليوم العاشر على التوالي يتواصل العدوان، بل تتواصل المحرقة ضد ابناء شعبنا في غزة .ومع ارتفاع عدد لقتلى الجرحى والدماروالحرق ويتصاعد النضال ضد العدوان.ونحن ابناء الشعب العربي الفلسطيني في اسرائيل,لا ولن نقف على الحياد,ولسنا من كوكب آخر .....بل جزء من هذا الشعب ,طرف من هذا الجسم الذي اذا تألم رأسه او قدمه نشعر بالالم ونصرخ الما وكفاحا . نحن الجزء الحي من هذا الشعب الباقي في ارضه ووطنه كالشوكةفي حلق كل القادة الصهيونيين من بن غوريون مرورا بغولدا وبيغن وشارون حتىالجدد منهم اولمرت وليفني ونتنياهو وليبرمان واشكنازي وباراك .....والقائمة طويلة .ولا نلوم المهجرين والمشردين ..... ولايحسدنا احد على بقائنا في وطننا ....والكل يعرف لولا الشيوعيين الاوائل والقوى الوطنية معهم انذاك لما بقي في هذه الديار من يتكلم العربية الا الشنابتة واعوانهم ... ونحن من موقعنا نرى ونعرف مصلحة شعبنا ,ونختار طرق ووسائل النضال الممكنة , آخذين بعين الاعتبار كل الظروف والامكانيات عن وعي وادراك كاملين ,وعن ثقة وقناعة باختيار الاسلوب الصحيح والموقف الصحيح الداعم لنضالناالمؤدي الى نتائج ,وليس مثل فقاعات الصابون,والكلام الفارغ والشعارات الطنانة وفارغة المضمون والامكانيات ......
راودتني هذه المقدمة بعدما شاركت في مظاهرة سخنين الجبارة قبل يومين ...هذه المظاهرة الرهيبة بكبرها وفحواها ,وحناجر شبابها التي ابت الا ان تحمل هم المسؤلية عن جيل سبقها . فالعنصر الشاب الذي ميزها اعطاها رونقا وزخما جديدا ,ولا شك بانه اشارة الى ان هذا الشعب وهذه القضية وهذا الكفاح مستمر ومنتقل من جيل الى جيل .
لقد كانت المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهيرالعربية ,وحسب معرفتي فانها تضم كل الاحزاب والاطر الفاعلة بين الجماهير العربية ,وعليه فان قراراتها وتوصياتها يجب ان تكون ملزمة للجميع ولكل من يشارك فيها ....وعينيا فقد كان القرار الا تكون شعارات واعلام حزبية ,فلماذا لم تلتزم الحركة الاسلامية بذلك؟؟؟؟
لماذا اتت باعلامها الخضراء والسوداء وشعاراتها الطنانة الفارغة والتي لا تصلح براي في مثل هكذا مظاهرة ولا تصلح ايضا لنضال جماهيرنا هنا في اسرائيل...
وقفت مع بعض رفاقي وقلت لهم هيا نذهب ونبحث عن مظاهرة اخرى ....نحن لسنا في المكان الصحيح ...
اني على ثقة وعلم وعندي الخبرة الكافية في مثل هذه المظاهرات ,حيث يكون النشاز والاستثناء ايضا ,اندفاع الشباب وحماسهم الى شعارات ,اقل ما يمكن القول عنها انها متهورة ولا تنفع ....
ما من شك ان لكل شعب الحق في مقاومة المحتل والمغتصب ,الحق بكل الوسائل الممكنة والمتاحة من الحجر حتى الصرماية ,فهذا الحق شرعي لانقاش عليه ...ولكن على المناضل والمقاوم ان يختار ايضا الوسائل الصحيحة في الظروف الصحيحة ...
لكي يحصل على النتائج الصحيحة المرجوة من نضاله ومقاومته ...فما الشطارة ان يرفع الشعار "الاسلام هو الحل " او" بطل ينفع الا المدفع " او" يا يهود يهود جيش محمد بدو يعود" فهل تصلح مثل هذه الشعارات في نضالنا نحن العرب الفلسطينيين في اسرائيل؟؟؟
على القادة بشكل عام وعلى كل قائد محلي ان يعي ويعرف الامكانيات المتاحة لنضاله ,والا يجر الناس ا لى متاهات وامور غير مناسبة وغير صحيحة لاتحتملها في النهاية ...فالمسؤلية كبيرة جدا جدا واخذ الناس وجرها الى الهاوية لتسجيل بعض النقاط ليست حكمة في العمل السياسي ,بل تهور ينتج عنه ضرر فادح بل ربما كوارث .
الجماهير العربية هنا في اسرائيل وبشكل عام منتفضة ضد العدوان في غزة والضفة الغربية ,تتضامن وترفع صوتها وتدعم حسب امكانياتها ,ولا يمكن تحميلها اكثر مما تستطيع ,وهذا الامر ينطبق طبعا على كل قرية وموقع ولكل مجموعة امكانيتها وظروفها .
وعليه فان ظروفنا ليست كالتي في الضفة الغربية ,وتلك ليست كالتي في مصر او الاردن او غيرها ,اذن لا يمكن لنا ان نقبل دعوة اسامة حمدان لنا ب"ارباك العدو من الداخل وزلزلة اركان بيته " كما قال ,واللي ايدو بالمي مش مثل اللي ايدو بالنار .
نحن نقوم بواجبنا الاخلاقي والضميري كابناء هذا الشعب ,ولان اخوتنا واقاربنا يتعرضون للمجازر والمحارق ,واذا ما عبرنا عن تضامننا فان التضامن يكون مع انفسنا ,ونضالنا هو دفاع عنا نحن ايضا في هذا السياق ,لان المجرمين يتربصون بنا ...... اسمعوا نتنياهو عن خطر العرب الديموغرافي اسمعوا ليبرمان عن التبادل السكاني اسمعوا ليفني عن الحل القومي للعرب في البلاد .
امام هذا لا يصح الا الصحيح لكل شعب امكانياته، ولكل شعب طريق واسلوب كفاحه , ونحن هنا شوكة في حلوقهم ومسمار في عنطرتهم ومخرز في عيونهم...نختار اسلوب كفاحنا حسب ظروفنا ’ونرفع شعاراتنا لتخدم كفاحنا وليس لتسجيل موقف.
هنا باقون على صدوركم .........واللي مش عاجبو يشرب البحر.