news

"الحِذاء التاريخي"

اجل انه حذاء تاريخي بكل ما يحمل التاريخ من مواقف واحداث يجب الوقوف عندها. واذا ارادوا بيع هذا الحذاء في المزاد العلني فأنا حسب رأيي ليس له ثمن، لأنه حذاء غير عادي، بل انه فوق العادة ويرتقي الى اعلى المستويات. وكيف لا وهو يخترق ما يسمى اجواء الهيمنة والعنجهية ويلامس صميم الدكتاتورية فيظهرها في انجس وأرخص صورة من الاستهتار والاهانة.
ايها المنتظر الزيدي! اين كنت كل هذه السنين لقد انتظرناك طويلا ايها الكرامة، ايها العز، ايها المنتظر!! لقد اتيت في زمان يحتضر؟
يُحتضر فيه الحق والقانون، والقيم. لقد اصبح كل شيء هشا، خاويا، رخيصا الى ان اتى حذاؤك ليصرخ في وجه الظلم وينطق بما لم يجرؤ احد ان ينطق به من قبل. لقد اخترق هذا الحذاء المشهود له – رغم الانوف – جدار الصمت والذل واخترق سوق العبيد والنخاسة، والدمى الامريكية وقال ما اراد قوله. ونقل الواقع من الاوهام والاحلام الى الحقيقة المرة التي كانت بين انياب الغياب واللا واقع.
اخي منتظر انا احييك واحيي حذاءك واحيي شجاعتك المفقودة بين ركام التركيع واكوام الكراسي الخائفة، الراجفة من ان تفقد مشيختها.
وصدقوني انه لو عاد بي التاريخ ثلاثة عقود الى الوراء لكنت اخترت هذا الحذاء كي يكون "مهري" من ابن عمي لأنه غال جدا ولا يقدر بثمن!! فهكذا تكون الاحذية وهكذا تكون وظيفتها الطبيعية في هذا الزمان الاغبر غير الطبيعي. تصوروا ان تأتي الجرأة من انسان بسيط، معدم لا حول له ولا قوة ليصوب صفعة في الصميم لسيد العالم المستبد ويقزمه ببث حي ومباشر في الارض التي نشر فيها ظلمه واستبداده لينتقم الله منه على شرور اعماله ويعاقبه قبل ان يترك كرسي الهيمنة الزائفة لتكون له هذه قبلة الوداع، قبلة من جلد الكرامة والعزة، جلد هذا الحذاء الذي انهمر منه الإباء وهو يهوي فوق رأس هذا الطاغية الجبار الذي جعل من بلاد الرافدين اطلالا وارض بلا شعب ينعق فيها بوم وغربان الدمار. فهذا عهدك الاغبر قد ولّى الى غير رجعة. واحترقت في جحيم اعمالك وفي البترول الذي اعماك الطمع فيه ها هو يسلخ ماء الوجه منك بضربة حذاء المنتظر، أي عاقبة وخيمة ونهاية مؤلمة شاءت لك وسخت بها الاقدار! فالله سبحانه وتعالى ليس عنده حجارة يرجم بها الشياطين، بل خلق اناسا تقدر ان تمزق جحافل الظلم بأحذيتها العظيمة. اللهم لا شماتة عندما كنت توزع وتنثر الوعود الكاذبة كما الورود وتقول بان الدولة الفلسطينية ستنال استقلالها قبل نهاية فترة حكمي وتنشر الاكاذيب يمينا وشمالا بان العالم سوف يشهد قريبا مرحلة جديدة. لقد صدقت فبهذه الصفعة التي اكلتها شهد العالم مرحلة جديدة جدا وطازة!! وعهدا جديدا.
وصدقني هذا المشهد وقع في قلوب العالم اجمع موقعا حسنا وشرح صدر الجميع وهذا هو جواب المجتمع الدولي لك وردة الفعل هذه اوصلت لك رسالة واضحة وجلية لا تحتاج الى تأويل او تفسير عشية رأس السنة والاعياد لتذوق من نفس الكأس الذي سقيته للناس يوم عيد الاضحى بإعدام صدام، بل الاعدام اهون عليك من لطشك بالصرماية ببث حي ومباشر امام العدسات والفضائيات واعتبرها مني هذه بطاقة معايدة نصها "كل حذاء منتظر وانت بخير" يا سيد بوش وكنت اتمنى من اعماق قلبي لو كانت الشحرورة السمراء "رايس" معك ونالت قبلة حذاء المنتظر، لأنها تستحق هذا الوسام وبجدارة على مقدار ما جاهدت بالشعب الفلسطيني والعراقي وحشدت باقات الاكاذيب. يا ريت بس كانت معاك هي او لورا ليكون المشهد كاملا ويسدل الستار على عهدك الاسود والبيت الاسود وهكذا تكون قد انتهت مسرحيتك الهزيلة التي دامت ثماني سنوات بالظلم والطغيان.


(كفر كنا)