news

ألوطن العربي بحاجة إلى شافيز آخر

جملة قلتها في حرب تموز عام 2006 وقت الاعتداء الحربي الإجرامي على لبنان، وذات المقولة ارددها اليوم لان السيناريو الذي دار قبل عامين هو ذات السيناريو الذي يدور حاليا في غزة ، التآمر والتواطؤ العربي الكريه وازدواجية المعايير التي تتبناها دول الغرب،  مخطط الإبادة الذي يتعرض له أهلنا في غزة من قتل وقصف وذبح وتدمير وحرق، فلا يتحرك مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا الدول العربية ممثلة بالأنظمة المهترئة المتواطئة، فلا صحوة للضمير ولا جهود ترقى إلى مستوى الحدث لإيقاف المذبحة العنصرية التي تنتهجها إسرائيل بحق أهلنا في قطاع غزة ، ملايين الحناجر أطلقت صرخة وامعتصماه، انطلقت في كل مكان من بقاع العالم من غزة الصابرة من القدس ورام الله من الداخل الفلسطيني من الشوارع العربية في العواصم العربية والإسلامية من الشوارع الأوروبية ولكن لا حياة لمن تنادي .
 نفس المشاهد والدمار واليد المجرمة ذاتها التي تتمتع بغطاء أمريكي كامل وتواطؤ عربي رهيب لذلك كله  أقولها  الآن وبصوت عال: كم كنت سأشعر بالفخر لو أنني فنزويلية،  في هذه الفترة بالذات ، انا العربي أقف اليوم على أمجادي الغابرة وارتشف الحسرة،  حسرة الآلام حسرة الهزيمة والخيبة !
هل فنزويلا اقرب إلى العرب من العرب أنفسهم ؟!
أنظمة عربية تتسابق لترضي أولي النعمة من الصهاينة والأمريكان شعوب عربية شريفة لكنها تتآكل وتخضع لساستها  ،حسها الوطني حي إلا انه سجين ،الإنسان العربي يعيش اليوم مرارة الظلم والاستبداد سلاحه الكلمة وما الكلمة سوى مرارة في القلب وعبء يثقل كاهله ، حتى الكلمة أو الصرخة يمنع من أن يطلقها في عواصم عربية كنا ننظر إليها كعواصم العروبة .
الإنسان العربي حي لكنه يكاد يفقد حواسه انه يحيا ويفتك به يريد أن يصرخ إلا أن صرخته تكاد لا تسمع، لأنه في كثير من الحالات يصرخ في داخله لا يستطيع أن يطلقها وان أطلقها فانه سيعاقب أو انه سينفجر ويتمزق ويموت إن استمر في السكوت في ظل هذه الأنظمة العربية المهترئة والمتصدعة .
بالطبع انا  لن أتحدث عن الجهود العربية المبذولة لوقف شلال الدماء الذي لم يتوقف في غزة منذ اثني عشر يوما، لان هذه الجهود لا ترقى إلى مستوى الحدث ولكن انا أتساءل في كل يوم إذا كانت هذه الأنظمة العربية هي لسان حال شعوبها لماذا تمنعهم من التظاهر أو التعبير عن غضبهم مما يفعله الصهاينة ؟! إن شعوبنا العربية تستحق ما هو أكثر من ذلك لأنها شعوب حية في الوجدان والتاريخ ،فهي من رحم المعاناة ولدت والى رحم المأساة  وجدت والى اجتراح الصبر صلبت  فإنها  تستحق ان تقول كلمتها دون خوف أو رهبة تستحق أن تنير سراج الليل في العتمة، فلتخش هذه الأنظمة من شعوبها لأنها لن تهمل ولن تنسى ولن تهادن أو تسامح .

 

وهناك كثير من الوقائع المستفزة في هذا الموضوع حيث يصرح احد الزعماء العرب انه يخشى من وجود مؤامرة على الشعب الفلسطيني وقد حول السفارة الإسرائيلية في بلاده إلى ثكنة عسكرية وآخر يسمح بوجود مراقبين أمريكان لمراقبة ومنع تهريب السلاح إلى غزة، في ذات الوقت الذي يمنع الأطباء الذين يريدون الدخول إلى قطاع غزة للوقوف إلى جانب الأطباء الفلسطينيين الذين وصلوا ليلهم بنهارهم لعلاج الجرحى والمصابين من جراء المحرقة الإسرائيلية .
غزة الجريحة الصامدة أيها الزعماء العرب تحتاج إلى الماء والغذاء والدواء ولكن هذا ليس الأساس غزة تحتاج وقفة عزة ؟ فأين لكم من العزة ؟!
إن السياسة الأمريكية المتغطرسة المنحازة لسياسة الاحتلال والإجرام متعامية عن الحق والعدل وهي تعطي كل الدعم لإسرائيل وتتمادى في غطرستها إلى حد الدوس على العرب ،والأنظمة العربية خانعة خاضعة لساستها متجاهلة كرامة ومطالب شعوبها أو أن الكرامة كلمة مسحت من معجم هذه الأنظمة
الرئيس الفنزويلي شافيز الشريف شافيز انه مثال للكرامة العربية المفقودة ، للكلمة الحرة، للضمير الحي ، للحق والصدق والجرأة ، لقد قام شافيز بخطوة جريئة افتقدها العرب منذ زمن طويل قام بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل وسحب سفير بلاده من تل أبيب وذلك احتجاجا على ما تقوم به إسرائيل من قتل وقصف وذبح للأبرياء في غزة ..
كم شافيز لدينا في العالم العربي ؟
هنيئا لك شافيز رمز الكرامة ، رمز التحدي والجرأة ، رمز الصدق والثورة ؟ وكم نحن بحاجة إلى شافيز آخر في عالمنا العربي
فهل سننتظر ولادة شافيز جديد في عالمنا العربي ؟

(مجد الكروم)