news-details

قصائد قصيرة عن الحرب| تركي عامر

(١)

الدّنيا حرِب

والحبر متخبّي

بقلبه طفل فزعان

بيقول يا ربّي

وحدي أنا

وما في حدا جنبي

ملح البحِر قاعد

على قلبي

والأرض طفلة تْيتّمت

عالجمر عم تحبي

وربّ السّما ختيار

متل اللّي عنده سُكّري

بين السّطر والسّطر

بيكبّي

 

(٢)

 

كانَ ذاتَ مَساءْ،

أنْ دُعِيتُ إلى جَلْسَةٍ

تَتَرَّأَسُها سُبَّةٌ تَدَّعِي أنَّها

رَبَّةُ الشُّعَراءْ.

جاءَ دَوْرِي. شَكَرْتُ بِسَطْرٍ.

وَقُلْتُ ٱرْتِجالًا يُرِيدُ ٱرْتِحالًا

إلى ما وَراءَ الفَضاءْ:

كانَتِ الأرْضُ يا سادَتِي،

نُسْخَةً لَا تُصَدِّقُ عَنْ..

مَلَكُوتِ السَّماءْ.

وَلَقَدْ عاثَ فِيها

مُلُوكُ الخَرابِ خَرابًا،

فَغادَرَها الأنْبِياءْ.

ثُمَّ ثَنَّيْتُ: إنِّي أراهُمْ

يُصَلُّونَ جَمْعًا،

وَيَبْكُونَ حالَ السَّماءْ:

لَيْسَ ثَمَّةَ مُتَّسَعٌ

لِلْمَزِيدِ مِنَ الشُّهَداءْ!

 

(٣)

 

عَلَى شاشَةٍ مِنْ دَمٍ،

يَفْتَحُونَ المَزادْ.

وَلَيْسَ هُناكَ سِوَى أُمَّهاتٍ

يُلَعْثِمُهُنَّ البُكاءُ: "كَفاكُمْ!"،

وَحِيلَتُهُنَّ ثِيابُ حِدادْ.

تُطالِعُنا شَهْرَذادْ،

مُراسِلَةٌ لا تُجارَى،

تَقُولُ لِـ "صَوْتِ البِلادْ":

أُخاطِبُكُمْ بِصَرِيحِ العِبارَةْ.

هُنالِكَ حَرْبٌ أَكُولٌ،

تَكادُ تَكُونُ تِجارَةْ..

بِمِلْحِ البِلادِ وَلَحْمِ العِبادْ.

وَحُلْمُ السَّلامِ بَعِيدٌ

وَما مِنْ سِنْدِبادْ

سَيَأْتِي. تُضِيفُ عِبارَةْ،

بِصَوْتٍ يَكادْ..

يَكُونُ صُراخًا: كَفاكُمْ دَعارَةْ!

وَتَخْتِمُ: يُؤْسِفُنِي أَنَّنِي،

لَسْتُ مُتْرَفَةً..

بِسِلاحِ الحِيادْ.

 

(٤)

 

الشّعر في زمن الحرب

لا تضبطه أوزان صارمة

ولا تحكمه قوافٍ هارمة

لرأس القلم

يحبّ أن يكون منثورًا

كشَعر يتطاير في الرّيح

لا يهمّه تشكيل الكلمات

ولا تقلق منامه علامات ترقيم مكلّفة

بمهمّة ترسيم الحدود

لن أطيل عليكم

حلمت ليلة أمس

أنّ صاروخًا أعمى

سقط على قريتنا النّائية

أفقت مذعورًا

بلعت ريقي برعاية حَوْقَلَةٍ حافية

أشعلت سيجارةً

جعلت راحتي اليسرى

منفضة مؤقّتة

شتمت أمّي وعمّي

سمعتني عيون الدّولة

ألقوا القبض عليّ متلبّسًا بالتّدخين

أودعوني زنزازنة الصّمت

أجّلوا محاكمتي

إلى ما بعد بعد السّبت

 

(٥)

 

نَكُونُ. بِلَحْظَةٍ.... قَدْ لَا نَكُونُ،

بِبالِ الـوَقْـتِ يَخْتَبِئُ المَنُونُ.

هُنا حَرْبٌ.. وَكُنْيَتُها ضَرُوسٌ،

إِلَى "لا أَيْنَ" يَأْخُذُها الجُنُونُ.

 

(٦)

 

يَعْتَرِينِي شُعُورْ،

أنَّ كَوْكَبَنا ثابِتٌ لا يَدُورْ.

إنَّ لَيْلًا طَوِيلًا

شَدِيدَ السَّوادِ، على

حَلِّ شَعْرٍ يَدُورْ.

هِيَ حَرْبٌ ضَرُوسٌ،

وَلَيْسَ هُنالِكَ حُبٌّ

يَقُولُ "كَفانا!"،

حَمامُ السَّلامِ يُغادِرُنا،

باحِثًا عَنْ بُذُورْ.

حرفيش، تشرين الأوّل - تشرين الثّاني ٢٠٢٣

 

Save The Children لوحة للفنانة سعاد نصر

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب