news-details

ابو عدنان - اصالة عكا وهدير بحرها| د. يوسف جبارين

المناضلون الأوائل بين أهالينا سطروا التاريخ بتضحياتهم وتفانيهم في سبيل البقاء والتجذّر والتطوّر في هذا الوطن الذي ليس لنا وطن سواه. العطاء بكل اخلاص ومحبة كان ولا يزال من اسمى خصالهم. ابو عدنان هو من هؤلاء، من الرّعيل الأول، الرعيل المؤسس.. هو من الشيوعيين الذين مارسوا النضال الوطني والعطاء الاجتماعي والعمل البلدي طوال عشرات السنين دون كللٍ أو ملل، ولم يَهابوا استبداد السُّلطات الرسمية والسياسات القمعية ابان الحكم العسكري وما بعده، ولا الاعتقالات والتهديدات والوعيد. 

بشموخِ وحكمة المناضلين الشرفاء واجه أبو عدنان مع رفاقه في الحزب الشيوعي سياسات الاضطهاد القومي، وقاوموا سياسات التمييز العنصري، ونادوا بالعدالة الاجتماعية والمساواة المدنية والقومية والاقتصادية، محذّرين من اية مقامرة بمصير أهالينا، وأصرّوا على الحفاظ على متانة النسيج الوطني والاجتماعي لأبناء وبنات شعبنا.

عرفتُ رفيقنا فخري بشتاوي مناضلًا مخلصًا، وكادحًا أصيلًا، ونبراسًا للأخلاق الطيبة وللتواضع الحقيقي، وعنوانًا لمحبة الناس، كل الناس. عرفته وطنيًا صادقًا، وفلسطينيًا عزيزًا، وعكاويًا مُحبًا لبلده وأهل بلده، كل الأهل. لم يبخل أبو عدنان ولو للحظةٍ عن العطاء، فكان فيضًا من الانتماء الأصيل الصادق لشعبه وووطنه. كان مخبزه في عكا خلال سنين طويلة عنوانًا للأصالة والصمود والكفاح اليومي، وها هي ارغفة الخبز فيه مجبولة بالكرامة والعزّة والانتماء لعكا التي ساهمت في تثبيت اسطورة البقاء والصمود لشعبنا.  

رغم مرضه وتقدمه بالسن، الا انه كان يصرّ بكل ما يملك من قوّة على ممارسة حياته الاجتماعية والوطنية والحزبية. 
هذا الرعيل من المناضلين، سيبقى علمًا مرفرفًا في ذاكرة شعبنا الجماعية، في ساحات النضال في شوارع عكا وأزقتها، وفي ساحات الأول من أيار ويوم الأرض والمظاهرات المنددة بالاحتلال وبالحرب ومن أجل السلام والعدالة والمساواة القومية.

موتُهم هو ولادة ذكرى تحمل شعلة الاصرار والأمل، لكي نستمرَّ في هذه الطريق الطويلة.

تعازينا لعائلة بشتاوي، لكل اهلنا الصامدين في عكا، وتعازينا لعائلة شعبنا الكبيرة التي انتمى اليها ابو عدنان باعتزاز لا يُقهر وبشموخ أبدي. 

لذكرى ابي عدنان البقاء، ولنا الاستمرار بدربه ودرب رفاقه.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب