news-details

أنَويَّتنا

 

في رحم الأنوية تتشكل أجنة الأكاذيب ولوثات الخداع والغرور.. في رحمها تنمو الأجنة ومع نموها تنمو إخفاقات الحياة!

في تراثنا الأدبي مرابط خيول على صهواتها نتقهقر في شتى المضامير!

في هذا التراث نغتسل بالتعالي.. تعال يأتينا به الأنويون لنفقه مدح الذات عوضا عن جَلدها!

في أيام العنف هذه.. حيث تسيل دماء أهلنا من كبار وصغار.. وننام على قتل ونصحو على قتل. في هذه الأيام البغيضة أعود بذاكرتي إلى الحوار بالسيوف والمسدسات! في عودتي هذه تنتصب أمامي قامة عظيم من عظمائنا هلل وكبّر للسيف: إنه أحمد ابن الحسين (أبو الطيب المتنبي) الذي ترك لنا إرثا أدبيا نخلده في كتاباتنا وكتبنا ومدارسنا. من شعر المتنبي نُعلّم اولادنا ان السيف جالب عزنا وماحي ذلنا.. ومنه نتعلم أن السيف هو المعشوق وهو النخوة والحب.. والكرامة والمجد التليد.

ألم يقل:

ولا تحسبن المجد زِقا وقيْنة

  فما المجد إلا السيف والفتكة البِكر

من رحم أنوية جدنا المتنبي يخرج هذا الكلام:

وما الدهر إلا من رواة قصائدي

  إذا قلت شِعرا أصبح الدهر منشدا

تدفقت دماء أنوية أبي الطيب في عروق العراقي العظيم محمد مهدي الجواهري الذي قال:

كذبوا فملء فم الزمان قصائدي

  أبدا تجوب مشارقا ومغاربا

دعونا نحاور بالسيف سيوفنا.. فسيوفنا المترعة الغادرة لا يصرعها الغدر!

دعونا نحارب الكراهية والاحقاد بالود والسلام.. لنترك المسدسات.. لنرفض حمَلتها! علينا كرجال دين ودنيا أن نعانق حوار التفاهم ونجعله ديننا وديدننا! علينا مناصرة حمَلة الأقلام بدلا من حملة المسدسات متذكرين ذاكرين ما قاله السوري المبدع حنا مينا:

"حامل القلم حامل قضية".. والقضية هنا هي عِزة الوطن وكرامة المواطن.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب