news-details

نورسٌ فوق مقابرنا| هشام نفّاع

هذا النورس يعتلي الريح بمنقارٍ نحو عمق الماء،

ويُرفرِف في قلب خطّ الأفق:

لا بصفةِ المتأرجِحِ على حِباله،

بل بختْم راسِمه بريشاته

وحامِلِهِ عليها.

 

لا يتبحّرُ تحته تاريخًا لا زال يتنفس

في أعمدة مُطَحْلَبة تطلّ من زرقة اللّجج

كجزر آلهة إيجه؛

ومنقوشًا على صخور مشذّبة عتيقة

متشبّثة ببقايا بُنيان يصرخُ احتضار حضوره

المستمر منذ نكبة.

 

يتفرّس النورس وجه البحر،

بحثًا عمّا في قلبه،

أملاً في سمكة لا أكثر،

يخطفها الى أقرب صخرة

خشية من مكر الغربان المتربّص.

 

أقصى ما يقتله هذا النورس في البحر،

سمكة. سرغوس أو بوري أو فرخ أجاجة.

 

لم يفعل يومًا ما يقصف عمر هذي الزّرقة،

فهذه مأثرة الجنس

الأقوى

الأذكى

الأرقى

النّهم

المتوحّش

بأظافر مهذّبة

وتسريحات مبتكرة.

 

لم يبقر هذا النورس بطن البحر

لم يزرع فيه حِمض الموت الأغبر

بسموم من قارورات العطر

ومعقّمات العفن البشري،

وما يتورّم في أحشاء الماء من

نفطٍ متخثّر في علب وأكياس الأكل

وقناني الماء والكولا والجعة

والكوندومات

ومباسم النرجيلات

وفي هذا العام

الكمّامات

القفّازات

المعقّمات،

وكل المسمّاة مطهرات

تتراكم قنبلةً قذرة موقوتة

يبنيها حمقى الكوكب بمثابرة

حدّاد مقصلة نصلها المائل

بطول خط الاستواء.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب