news-details

تقارب مبارك مع نواب عرب | بن درور يميني

(هكذا ينظر الكاتب اليميني، للتقارب بين نتنياهو منصور عباس) "اذا كان هذا حتى الان جدال بين كتلة اليسار وكتلة اليمين، فإنه من الان فصاعدا جدال آخر. نتنياهو، الرجل المتماثل مع "هم يتدفقون بجموعهم"، هو الرجل الذي يمنح التسويغ للشراكة. وهذا بالتأكيد لم تكن نيته، ولكن هذه هي النتيجة، وهي بالتأكيد مرغوب فيها"

 

لا توجد اي حاجة للتصفيق. نتنياهو لم يغير جلدته. ولم يجعل القائمة العربية المشتركة شريكا شرعيا في الائتلاف. فليس سرا ان هذه ليست ايديولوجيا بل سياسة. مسألة مصالح. ولا يزال، ينبغي تهنئة الطرفين بهذا التقارب، بالضبط مثلما ينبغي التهنئة بكل تقارب بين اليهود والعرب، حتى لو لم تكن الدوافع الاولية الاكثر طهارة.

بعض من أعضاء القائمة اجتازوا منذ الان كل الخطوط الحمراء. فهم لا يهتمون بعرب اسرائيل، لا يهتمون بالمساواة. لا يهتمون بالمصالحة. يهتمون فقط وحصريا فقط، بتوسيع الاغتراب بين اليهود والعرب. وبدلا من أن يشكلوا جسر سلام، يتخذون مواقف اقرب الى حماس وحزب الله منها الى المعتدلين في اوساط الفلسطينيين. لجنة الانتخابات شطبت المرة تلو الاخرى، بأغلبية الاصوات، بدعم من اليسار الصهيوني، ذات المرشحين اياهم للكنيست. ولكن المحكمة العليا، المرة تلو الاخرى، اعطت تسويغا للتطرف، في ظل الدوس على القانون الواضح.

على هذه الخلفية فان التقارب بين نتنياهو والنائب منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة هو استثنائي. والاعتراض على ذلك – هو موضوع عادي. هذا اعتراض لكل خطوة يتخذها نتنياهو، لانه نتنياهو. صحيح أن اليمين سبق أن هاجم بحمية الاحتمال الطفيف الذي كان لاي توافق بين احزاب اليسار والوسط وبين القائمة المشتركة. ولكن يوجد فرق. لانه بين اعضاء المشتركة – أبدى عباس المواقف الاكثر اعتدالا على الاقل في سياق التعاون مع الدولة. وهو لم يشمل ابدا في قائمة الشطب.

ان المواقف المحافظة جدا للقائمة العربية الموحدة، بمجرد كونها حزبا اسلاميا، ليست هي المشكلة. فهذه المواقف تشابه مواقف احزاب الحريديم. المشكلة مع القائمة المشتركة هي في المواقف الوطنية المتطرفة والمناهضة لاسرائيل. واذا كان عباس يقود القائمة العربية الموحدة الى الاعتدال، فهو جدير بالتهنئة.

هذه القائمة لن تصبح حزبا صهيونيا. ويحتمل ان في المدى القصير من شأن التقارير مع نتنياهو ان يحقق قوانين يعارضها معظم الجمهور. ولكن في المدى البعيد يحتاج الجمهور العربي لقيادة معتدلة اكثر قليلا. ففي سلسلة من المواضيع تبين استطلاعات مختلفة فجوة واسعة بين مواقف الجمهور العربي وبين مواقف القيادة. واذا تمكن عباس من تقليص هذه الفجوات، فهذا سبب آخر للتهنئة.

يجري في الجمهور العربي هذه الايام جدال حاد حول اتجاه عباس. وبخلاف ما كان شركاؤه في القائمة المشتركة يريدون، لعباس يوجد الكثير من المؤيدين. والجدال حول التعاون مع القائمة المشتركة يجري ايضا في المجتمع اليهودي. واذا كان هذا حتى الان جدال بين كتلة اليسار وكتلة اليمين – فانه من الان فصاعدا جدال آخر. نتنياهو، الرجل المتماثل مع "هم يتدفقون بجموعهم"، هو الرجل الذي يمنح التسويغ للشراكة. وهذا بالتأكيد لم تكن نيته، ولكن هذه هي النتيجة، وهي بالتأكيد مرغوب فيها.

 

يديعوت أحرنوت- 26/11/2020

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب