news-details

سيتم ايجاد البديل | يوسي ميلمان

هآرتس- 29/11/2020

محسن فخري زادة كان له دور هام في المشروع النووي الإيراني، واغتياله يعتبر ضربة معنوية ومهنية بالنسبة للنظام. مع ذلك، يجب علينا أن نتذكر بأنه أصبح لدى إيران المعرفة التي تمكنها من انتاج السلاح النووي إذا ارادت ذلك. وكل شخص مهما كان كبير، سيتم ايجاد بديل له في النهاية. ومثلما يعرفون في اسرائيل، سيكون أحيانا أخطر من سلفه

اغتيال البروفيسور محسن فخري زادة أول أمس يعتبر ضربة معنوية ونفسية، وحتى مهنية، بالنسبة للنظام في إيران. هذه ضربة للزعيم الاعلى علي خامنئي، وخاصة لحرس الثورة والمسؤولين عن المشروع النووي في إيران. ظاهريا، فخري زادة كان شخص أكاديمي، استاذ فيزياء في جامعة الامام الحسين.

ولكنه شغل مناصب مهمة في تطوير البرنامج النووي العسكري في الجمهورية الاسلامية، الذي جرى بصورة سرية طوال أكثر من عقدين بموازاة البرنامج المدني وبرعايته. البرنامج كان تحت مسؤولية حرس الثورة، الذي شغل فيه فخري زادة منصب ضابط كبير، برتبة توازي رتبة بريغادير في الجيش الإسرائيلي.

قبل أكثر من عقد، عندما بدأت الوكالة الدولية للطاقة النووية بالتدريج، بمساعدة اسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية اخرى، في كشف البرنامج النووي لإيران، أراد المراقبون في الوكالة النووية الوصول الى طهران واستجواب أكبر العلماء. النظام قام بحماية فخري زادة ورفض الطلب. بعد ذلك تم الابلاغ عن أنه جرت محاولة لاغتياله. العملية نسبت للموساد الاسرائيلي الذي في تلك السنوات، 2008 وحتى 2012، كان متورطا في اغتيال خمسة علماء للذرة (حسب مصادر اجنبية).

حتى الآن من غير الواضح كيف تم تنفيذ عملية الاغتيال. في التقارير الاولية لمواقع اخبارية في إيران كتب أن مخربا انتحاريا قام بتفجير السيارة التي كان يسافر فيها فخري زادة. وبعد ذلك حدث تبادل لاطلاق النار اصيب فيه عدد من الاشخاص منهم حراسه الشخصيين.

ولكن بعد ذلك تم الابلاغ عن هجوم مخطط له وأكثر دقة تضمن سيارة مفخخة انفجرت واوقفت سيارات العالم وحراسه. عندما توقفت السيارات فتح مسلحون من كمين على جانب الشارع النار، عندها تقدم اشخاص كانوا يحملون المسدسات ويركبون على دراجات نارية وأطلقوا النار من مسافة قريبة. في السابق تمت تصفية علماء ذرة في طهران عن طريق إطلاق النار من مسافة قريبة من قبل اشخاص نفذوا الاغتيال وهم يركبون على دراجات وأطلقوا النار من مسدسات مع كاتم للصوت. وفي حالات اخرى تم الصاق عبوات خاصة في سياراتهم.

فخري زادة تميز بمعرفته التي راكمها من خلال عمله العلمي، لكنه لم يتميز بذلك فقط، فقد برز بالأساس لأنه ترأس "مجموعة السلاح"، المرحلة النهائية المهمة في عملية تصنيع السلاح النووي، وتطوير صواريخ تحمل رؤوس نووية.

البرنامج النووي العسكري كشف في حينه من قبل مجموعة علماء من اسرائيل والولايات المتحدة، وفي النهاية ايضا من الوكالة الدولية للطاقة النووية، التي حظيت باسم عماد. إيران كالعادة نفت أنها تعمل على برنامج نووي عسكري. وبعد ذلك تبين أن برنامج عماد تم وقفه في 2003، ولكن فيما بعد تم استئنافه برعاية وزارة الدفاع الإيرانية واصبح اسمه "اس.بي.ان.دي". هذا الاسم عرضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في نهاية شهر نيسان من العام 2018، الذي كشف فيه ايضا صورة فخري زادة. وحسب تقارير فان فخري زادة نزل الى العمل السري لمعرفته أن الموساد وجهات استخبارية اخرى تقوم بالبحث عنه.

في نفس المؤتمر الصحفي كشف نتنياهو ايضا عن وجود عملية استخبارية في كانون الثاني 2018 نجح فيها الموساد في أن يهرب من طهران الارشيف النووي وأن يحضره الى اسرائيل. العملية والكشوفات التي جاءت في اعقابها منحت الدعم للرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من البرنامج النووي مع إيران وبعد ذلك فرض عقوبات أكثر شدة على النظام الإيراني والشخصيات الكبيرة فيه.

وردا على ذلك بدأت إيران بخرق الاتفاق النووي، ومن بين امور اخرى، بدأت بتخصيب اليورانيوم بكمية أكبر من الكمية المتفق عليها، وتركيب اجهزة طرد مركزية اكثر تطورا وكذلك مراكمة مخزون من اليورانيوم. وحسب التقديرات، قلصت طهران بعدة أشهر الجدول الزمني من اجل انتاج السلاح النووي.

الروح المحاربة من جانب اسرائيل والولايات المتحدة واصلها نتنياهو عندما نشر فيلما قصيرا عشية السبت، فصل فيه الافعال التي قام بها في الاسبوع السابق واضاف "أنا لا أستطيع ان اقول لكم كل شيء".

واصل ترامب تجاهل وكالات الاستخبارات والبنتاغون التي رفضت الرد على عملية الاغتيال، وشارك في تويتر بتغريدات للموقع أعلاه، تطرقت لعملية الاغتيال واهميتها. تصريحات نتنياهو وترامب يمكن تفسيرها باستفزازات لإشعال حرب، ومحاولة لتصعيد التوتر بين إيران واسرائيل والولايات المتحدة. التوتر زاد مؤخرا على خلفية التقارير عن أن الرئيس الامريكي يفحص مهاجمة منشآت نووية في إيران قبل مغادرة البيت الابيض، رغم أن خبراء يعتقدون أن احتمالية ذلك ضعيفة.

مع ذلك، يجب علينا ألا ننسى بأنه مع كل اهمية الانجاز الاستخباري لمن كان المسؤول عن العملية، إلا أنهم في إيران سارعوا الى اتهام الموساد، كل شخص يوجد له بديل. هذا الامر صحيح ايضا عندما يتعلق الامر بعالم كبير. فمهما كان مهما، يمكن ايجاد بديل لفخري زادة لا يقل عنه تأهيلا. أمر آخر، الذي من المهم ايضا تذكره هو أنه يوجد لإيران الآن معرفة كافية تمكنها من انتاج سلاح نووي إذا ارادت ذلك.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب