news-details

من خلف النتائج الأمريكية: من انتصر، من هُزم؟

يديعوت أحرنوت- 18/11/2020

 

*تحليل عوامل انتصار بايدن يمكن أن يخدم احزاب في دول اخرى. اولا عليها أن تهجر الشعبوية، فالناس الذين يميلون الى الشعبوية سيصوتون على اي حال لصاحب الصرخة الاعلى الآخر*

 

في تحليل نتائج الانتخابات للرئاسة الامريكية يطرح السؤال بفضل اي جماعات ديمغرافية واجتماعية اقتصادية في المجتمع الامريكي انتصر بايدن على ترامب. الجواب يوجد في الفروق في انماط تصويتها للمرشح الديمقراطي والجمهوري في انتخابات 2020 مقارنة بـ 2016، حين تغلب ترامب على كلينتون.

لم يكن هؤلاء هم اليهود: فإضافة الى وزنهم الصغير في اجمالي الناخبين، فان نسبة اليهود الامريكيين الذين صوتوا للديمقراطيين لم تزد بين المعركتين الانتخابيتين. ففي ولايات اساسية، مثل بنسلفانيا، صوت اليهود بذات المعدلات لبايدن مثلما لكلينتون. اما التصويت المكثف لترامب فسجل في اوساط الطائفة اليهودية الاصولية وفي اوساط الاسرائيليين السابقين.

لقد جلب النصر لبايدن اساسا المقترعون من الطبقة الوسطى الدنيا، المستقلون، اصحاب المصالح وعاملو الخدمات الشخصية، الذين تضرروا بشدة من ازمة الكورونا واملوا في تلقي مساعدة اقتصادية اخرى من الادارة.

الارتفاع في البورصة لا يثير حماستهم؛ التقليص في بدل البطالة حطم الكثيرين منهم. بعد أن افشلت رزمة المساعدات الثانية بسبب معارضة الحزب الجمهوري وخضوع الرئيس لمتفرغي الحزب نقلت هذه الجماعات قسما هاما من تأييدها الى بايدن، الذي وعد بمنح سخية. واضيف اليه جموع المقترعين الافرو-أمريكيين الغاضبين الذين لم يشاركوا في المعارك الانتخابية السابقة.

الى جانب انتقال المقترعين الى بايدن كان ايضا نقل التأييد من مرشح ديمقراطي الى جمهوري. هذا لم يفهم ولم ينعكس بكامله في استطلاعات الانتخابات التي تنبأت لبايدن بفارق سبعة حتى عشرة% على ترامب؛ في الواقع حصل على نحو 3.6% اكثر من الاصوات.

فمن هم اولئك الذين اخفوا عن المستطلعين تفضيلاتهم الانتخابية؟ ملايين الامريكيين الذين اخافتهم مظاهرات الاحتجاج العاصفة ضد الشرطة ممن تخوفوا من انهيار النظام العام ومن السلب والنهب العنيف. ودفع الخوف الى اذرع ترامب اصحاب المحلات العائلية والكثير منها من اصل آسيوي ولاتيني امريكي، النساء من الطبقة الوسطى – العليا من ضواحي المدن وعاملي الاجهزة السياسية الذين تماثلوا مع الشرطة والمراقبين.

وبالغ المعسكران ايضا جدا في اهمية المظاهرات. فقد تباهى ترامب بالاف المؤيدين المتحمسين الذين جاءوا الى مهرجاناته الانتخابية، ومن شدة جهله صدق ان هذه "امريكا كلها". وبحقيقة الامر، كان هؤلاء كسرة صغيرة من واحد% من امريكا. كما أن اليسار الراديكالي وقع ضحية أوهام مشابهة حين اعلن عن مشاركة "امريكا كلها" في المظاهرات ضد الشرطة وضد الادارة. اما عمليا فلم يشارك في المظاهرات الا قلة القلة. 

ان تحليل عناصر الانتصار لمرشح الكتلة الديمقراطية المركزي، من الانتخابات التمهيدية الحزبية وحتى التفوق في عدد اعضاء المجمع الانتخابي يمكن أن يشكل مرشدا للاحزاب التي تتطلع الى الانتصار في دول اخرى. اولا، عليها أن تهجر الشعبوية على الاطلاق والشعبوية الراديكالية الثورية المزعومة على وجه الخصوص. فالناخبون الذين يميلون الى الشعبوية سيصوتون على اي حال لصارخ آخر.

ثانيا، من الافضل الامتناع عن حملة دعاية وتشهير شخصية. فمستشارو بايدن تمكنوا من ابعاده عن دور "مناهض ترامب" المطلق، وهكذا منعوا هروبا محتملا لناخبين مترددين. فقد ركز بايدن على انتقاد كل الادارة وكل سياسة البيت الابيض، وبتقنين فقط تناول ترامب الشخص مباشرة. ودرس هام آخر: حياكة وتصميم الرسائل السياسية – الاقتصادية للحزب ومرشحيه تتناسب مع الجماعات والطوائف المحددة، ولا سيما تلك الكفيلة بان تغير تصويتها.

في اختبار النتيجة عملت قيادة بايدن بشكل افضل بكثير من قيادة ترامب الذي غرق في خطابية التآمر لليمين المتطرف وغريب الاطوار. صوت لبايدن هذه السنة 18% اكثر من الامريكيين الذين صوتوا لكلينتون في 2016، ولترامب 16% اكثر من مصوتي ترامب في 2016. في استطلاعات الرأي العام نحو 80% من الاخيرين يؤمنون بان الانتخابات سرقت من مرشحهم وان بايدن سيكون بالتالي رئيسا غير شرعي. 58 مليون امريكي لن يروا فيه رئيسا انتخب بشكل قانوني، وهو عدد مقلق جدا. لقد بقيت امريكا، مثلما كتب محللو "نيويورك تايمز" بلا حسم واضح، مع معسكرين وفكرين مختلفين.

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب