news-details

نهاية السياسة| ناحوم بارنيع

*خصوم نتنياهو يدعون أن كل شيء يدور حول محاكمته. ليس صحيحا. فلا صلة بين المحاكمة والقرار بعدم تبليغ وزير الأمن عن اللقاء في السعودية. فلا يمكن لنتنياهو أن يدعي الخوف من التسريب*

 

في اسرائيل يوجد في السنتين الاخيرتين حديث كثير عن السياسة، ولكن الخطاب السياسي الحقيقي، روح الديمقراطية آخذ في الاختفاء. يوجد هنا زعيم واحد، يعرف كل شيء. مثلما في الانظمة الاخرى، في هنغاريا، في تركيا، في بيلا روسيا، في مصر، يتوقع هو بان يتم كل قرار وفقا لارادته، لكن – وهذا هو الالتواء الاسرائيلي – لا يتطوع لأخذ المسؤولية. وعليه فتجرى مداولات طويلة، الى ساعات متأخرة في الليل، في كل موضوع؛ ولهذا تتأجل القرارات المرة تلو الأخرى؛ ولهذا يجننون الجمهور بأنباء متضاربة عن جبهة الكورونا الى أن يرضى الزعيم.

اجتمع كابينيت الكورونا هذا الأسبوع في جلسة ليلية. وفي الجلسة وقع حدث استثنائي: يوآف غالانت وجد نفسه في جبهة مشتركة مع كريهي روحه، غانتس واشكنازي. على جدول الاعمال كان المخطط لفتح جزئي للمدارس. وزيرا أزرق أبيض أيدا خطة وزير التعليم. نتنياهو لم يحب القرار ولم يحب الارتباط بينهم. جر النقاش أكثر فأكثر، مستشار آخر ووزير آخر.

دعا الى النقاش الوزير شتاينتس الذي ليس عضوا في اللجنة، ومنحه بسخاء حق الكلام. في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعد ثلاث ساعات مضنية، اعلن بانه يغلق الجلسة دون قرار. ثار الوزراء. من اجل ماذا قتلنا الليلة؛ ماذا سيقول الأهالي والأطفال الذين ينتظرون البشرى. فقبل نتنياهو القضاء بشد على الاسنان.

روى لي احد مسؤولي وزارة الصحة بان هذا ما يحصل المرة تلو الأخرى: مداولات طويلة في نهايتها لا تتخذ قرارات. لماذا لا تتركون القرارات لنتنياهو، سألته. هو مدير المشروع الحقيقي. لانه لا يقرر، اجابني الرجل. اذا ما قامت ذات مرة لجنة تحقيق لادارة الكورونا، احتمال أن تقوم صفري، ستكتشف ان كل شيء صار حسب الكتاب: كان نقاش ونقاش آخر. اما بالنسبة للقرارات، فقد تأجلت الى النقاش التالي. بالضبط مثل الانتخابات. يحاولون مرة أخرى وبعدها مرة أخرى، الى أن يتناسب القرار وإرادة الرجل.

قيل عن بن غوريون انه خسر في التصويت في الحكومة فقط في تلك الحالات التي أراد فيها أن يخسر. نتنياهو اقتنع بانه بن غوريون، انه اكثر من بن غوريون. في كل سنة، في الذكرى السنوية، يذهب الى المدفن في مدرسة سديه بوكر. من سنة الى سنة يتقلص بن غوريون في خطابه ونتنياهو يكبر. فعل مشابه يفعله لرابين، لاشكول، لغولدا، لشمير.

خصوم نتنياهو يدعون أن كل شيء يدور حول المحاكمة. اعتقد ان هذه نظرة ضيقة. لا توجد صلة بين الملفات التي توضع على طاولة المحكمة المركزية في القدس والقرار بعدم تبليغ وزير الأمن والجيش، ولا وزير الخارجية باللقاء مع ولي العهد السعودي. فنتنياهو لا يمكنه ان يدعي بانه خاف التسريب. العكس هو الصحيح. فقد كان هو الشخص الذي سرب. ففي النشر اصطاد عصفورين بضربة واحدة: أعد لهم خازوقا وأوضح للجميع من الملك.

ادعى غانتس بعد ذلك بان نشر اللقاء، على ما يبدو بخلاف توقعات السعوديين، كان ضررا استراتيجيا. هو مخطئ، لسنوات طويلة تدير إسرائيل علاقات سرية مع حكام سُنة. إسرائيل هي العشيقة: فهم يستغلون خدماتها ولكنهم يتنكرون لوجودها. رابين كان الأول الذي يكسر هذه المسلمة، في سلسلة لقاءات علنية. وكان اتفاق أوسلو هو الجسر.

يواصل نتنياهو ذات الاتجاه ويحقق فيه نجاحات، في صالح الدولة وفي صالحه. ومع ذلك، كانت في المغامرة الليلية السعودية نقطة واحدة إشكالية: السكرتير العسكري. فقد سافر العميد آفي بلوط مع نتنياهو. وسفره يكشف، بقشرة جوز، بعضا من المفاسد التي في سلوك الحكومة. فبلوط كان ملزما بان يبلغ عن الرحلة رئيس الأركان: عميد في الجيش لا يمكنه أن يسافر للقاء عمل في دولة عدو دون أن يتلقى الاذن من قائده. اما هو فلم يبلغ لان هكذا أمره رئيس الوزراء. لماذا؟ لان رئيس الوزراء يعرف بان رئيس الأركان ملزم بان يبلغ وزير الأمن. واذا بلغ، سيخرب عليه الخازوق.

وعندها يهتم مقربو وزير الأمن بانهم يرووا بانه يوجد شرخ بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان. يتهم غانتس نتنياهو بتسييس الجيش؛ يتهم نتنياهو غانتس بتسييس الجيش. كلاهما محقان. السكرتير العسكري هو خادم سيدين. في الواقع الطبيعي كان رئيس الاركان سيدخل في ملفه الشخصي توبيخا رنانا. فهل سيحصل هذا؟ مشكوك جدا.

دون صلة، في الجيش يعملون منذ اشهر على ادخال قيمة الرسمية في وثيقة روح الجيش الإسرائيلي. هذا هو سبيل رئيس الأركان لمحاولة ابعاد الجيش عن السياسة. اذا لم يكن بواسطة اقناع القيادة فوقه، فعلى الأقل من خلال الصياغة. يفترض بالوثيقة أن تنصب اسيجة: ما المسموح عمله في الجيش وما المحظور.

يديعوت أحرنوت- 27/11/2020

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب