news-details

هل ستجد إسرائيل نفسها وحيدة أمام إيران

*رغم النجاحات العملياتية المنسوبة لإسرائيل الا انه يجب عليها ومع دخول الادارة الجديدة الى البيت الابيض ان تعثر على الطرق الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين الدولتين، ومن المرجح انهم في واشنطن سيكونون اكثر استعداداً للإصغاء عندما تأتي إسرائيل للمحادثات بدون نية مسبقة للعمل من خلف ظهرها*

 

اغتيال رئيس مشروع السلاح النووي في إيران محسن فخري زادة والنشاطات التي سبقته والتي نسبت لإسرائيل- التخريب في منشأة تجميع اجهزة الطرد المركزية المتطورة في نتتاز، وتصفية الشخص رقم 2 في القاعدة في طهران، وهجوم السايبرر على ميناء بندر عباس- تثبت قدرة استخباراتية وتنفيذية عالية.

هذه، الى جانب اتفاقيات التطبيع التي وقعت مؤخراً مع دول الخليج تخلق شعور بأن تحالفاً قوياً من الدول المستعدة للوقوف سوياً مع إيران هو آخذٌ في التبلور. ولكن حسب مقال نشره هذا الاسبوع محلل النيويورك تايمز توماس فريدمان فإن، الرئيس دونالد ترامب دفع نحو تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية، والى بيع السلاح المتطور كجزء من استراتيجية تسعى كي تحوّل الى دول المنطقة عبء المسؤولية عن امنها وعن مواجهة إيران. لهذا فقد امتنع ترامب ايضاً عن الرد عندما اطلقت إيران صواريخ كروز وطائرات بدون طيار الى منشآت النفط لشركة ارامكو في السعودية.

ولكن سلوك دول الخليج، الواقعة بالقرب من إيران، يوجهه الخوف منها، ولهذا فقد سارعت الى ادانة تصفية فخري زاده وابعاد نفسها عن أي علاقة مع الحدث. حسب وجهة نظرها فإن التهديد الإيراني فقط تعزز في اعقاب اتفاقيات التطبيع التي تظهرها اكثر تماهياً مع إسرائيل.

في هذا السياق نشر بان إيران حذرت مؤخراً الامارات الخليجية بأن كل هجوم امريكي ضدها سيؤدي الى رد مباشر عليها. لهذا في حين انها حذرة من اغضاب إيران فإن دول الخليج تواصل تمني ان تقوم جهة اخرى باخراج الكستناء من النار من اجلها، وازاء ادراك انه لا يجب توقع ذلك من الولايات المتحدة فانها تأمل ان تقوم إسرائيل بفعل ذلك.

خلافاً للتفكير بأنه يوجد لإسرائيل شركاء اقليميين في الصراع ضد إيران فإن الواقع على الارض من المتوقع ان يخيب املها، هي من شأنها ان تبقى وحدها وبدون استعداد من قبل الولايات المتحدة لاستخدام مواردها العسكرية من اجل حماية إسرائيل عندما تريد مواجهة تهديدات توجه ضدها، حيث ان الرغبة الامريكية بتقليص تدخلها العسكري ستظل عاليةً حتى في ظل ادارة اوباما.

في الخلفية يجب العدة والتأكيد انه رغم شعور ارتفاع الروح المعنوية بعد سلسلة العمليات الاخيرة، والتي ربما تعزز التقدير بان يد المعارضين لإيران هي العليا، لا تبدو في السنة الاخيرة تغييرات في التوجهات الرئيسية التي تميز النشاط الإيراني. رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تفاقم بسبب فايروس الكورونا، فإن إيران تواصل مراكمة يورانيوم مخصب، وتخصيب اليورانيوم والدفع قدماً بتشغيل اجهزة طرد مركزية متطورة.

كل هذه الخطوات معاً تقلص وقت الانطلاق نحو قنبلة نووية، اذا قررت إيران السير في هذا المسار. هي ايضاً مصرّة على مواصلة ترسيخ هيمنتها في المنطقة، والخروج المتوقع للقوات الامريكية في العراق سيساعدها في ذلك.

الاستنتاج الذي يمكن التوصل اليه- دون الدخول الى تداعيات الوضع السياسي في إسرائيل على قدرة الاستعداد للجيش الإسرائيلي في لمواجهة التحديات التي تقف امامه- هو ان إسرائيل، ورغم النجاحات العملياتية المنسوبة لها، يجب عليها مع دخول الادارة الجديدة الى البيت الأبيض، العثور "ويفضل بصورة سرية" على الطرق الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين كلتا الدولتين. من المرجح انه سيكون في واشنطن استعداداً للاصغاء اذا قدروا في الادارة الامريكية ان إسرائيل تأتي الى الحوار " نقية الكفين" دون نية بالعمل من خلف ظهرها.

هآرتس- 4/12/2020

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب