news-details

يطلقون النار على الاطفال | جدعون ليفي

هآرتس- 6/12/2020

ماذا كنتم تعتقدون بشأن نظام يسمح بإطلاق النار على الاطفال، يقوم باختطافهم من نومهم ويهدم مدارسهم؟ هذا بالضبط ما يجب أن تفكروا فيه بالنسبة للنظام المتبع في بلادنا

في الاسبوع الماضي بحثنا في مخيم العروب للاجئين عن مكان كي نجلس فيه في منطقة مفتوحة، بسبب الخوف من الكورونا، لكننا لم نجد. ففي مخيم فيه البيت يلامس البيت الآخر والذي أزقته تتسع لشخص والقمامة تملأه، لا يوجد مكان تجلس فيه في الخارج. يمكنك فقط أن تحلم بحديقة أو كرسي، وحتى رصيف لا يوجد.

هنا يعيش الشاب باسل بدوي، الذي قبل سنة تقريبا قتل الجنود شقيقه امام ناظريه بدون ذنب اقترفه، وهو نفسه تم اختطافه قبل اسبوعين من سريره وتم أخذه الى التحقيق وهو حاف في ليلة باردة. لقد جلسنا في بيته المكتظ وفهمنا أنه لا يوجد مكان نذهب اليه من هنا. في الوقت الذي قضيناه هناك، ايضا اغلق جنود الجيش الاسرائيلي مدخل المخيم، مثلما يفعلون بشكل فظ في كل مرة، والشعور بالاختناق تعاظم.

هذا هو عالم باسل وهكذا هو واقع حياته. هو إبن 16 سنة، شقيق ثاكل، تم اختطافه في الليل من سريره من قبل الجنود ولا يوجد لديه أي مكان يذهب اليه عدا عن المدرسة. وحتى هذا المكان مغلق الآن في بعض الايام بسبب الكورونا. باسل هو حر الآن ومصيره تحسن مقارنة بأولاد وشباب آخرين. حوالي 170 منهم معتقلون في اسرائيل. على اطفال آخرين يطلق الجنود النار، يصيبون واحيانا حتى يقتلون، بدون تمييز بين طفل وبالغ – الفلسطيني هو فلسطيني – وبين الخطر على الحياة وبين "الاخلال بالنظام".

أول أمس قتلوا علي أبو عليا، وهو طفل إبن 13 سنة، برصاصات قاتلة في بطنه. الوجه البريء في الصور، وصوره الاخيرة في الكفن، وجهه ظاهر وعيونه مغمضة، في الوقت الذي تم فيه حمله ليدفن في قريته، لا تستطيع أن تترك أي أحد غير مبال. علي خرج أول أمس للتظاهر مثلما في كل اسبوع مع اصدقائه ضد البؤر الاستيطانية المتوحشة والعنيفة انبثقت من مستوطنة كوخاف هشاحر وسيطرت بالقوة على باقي اراضي قريته المغير.

لا يوجد أي شيء أكثر عدالة من نضال القرية، ولا يوجد اجرام اكثر من اطلاق النار القاتل على المتظاهرين، ولا يوجد أي مبرر لاطلاق النار على بطنه بأي شكل من الاشكال في العالم. في اسرائيل بالطبع لم يهتموا في نهاية الاسبوع بقتل الطفل، فهو ما زال طفل.

في مدرسة المغير، قرية الطفل المتوفي، درس حتى هذه السنة حوالي 50 طفل من اطفال تجمع الرعاة رأس التين، الذين كانوا يسيرون كل يوم مشيا على الاقدام 15 كم من اجل الوصول الى هذه المدرسة والعودة منها.

هذه السنة قام اولياء الامور ببناء، بمساعدة جمعية ايطالية، مدرسة متواضعة وجميلة في القرية، لكن الادارة المدنية تهدد بهدمها وتلاحق في هذه الاثناء الطلاب والمعلمين بزيارات مفاجئة تستهدف فحص هل المرحاض تم ربطه بصنبور المياه، في قرية غير مربوطة بشبكة المياه أو الكهرباء. الاطفال في رأس التين عرفوا علي بالتأكيد، الطفل الذي ذهبوا معه الى المدرسة حتى هذه السنة والآن هو ميت.

هم لم يعرفوا الطفل مالك عيسى من العيسوية، إبن الـ 9 سنوات، الذي اطلق رجال الشرطة رصاصة مطاطية على عينه وتسببوا بقلعها. في نهاية الاسبوع اعلن قسم التحقيق مع رجال الشرطة بأن أحدا لم يقدم للمحاكمة على اطلاق النار بعد عشرة اشهر من التحقيق الكثيف.

يكفي أن رجال الشرطة الذين اطلقوا النار عليه قالوا بأن الحجارة التي تم رشقها عليهم ربما هي التي اصابت الطفل، لكن لا يوجد أي ذكر للحجارة في أي فيلم فيديو أو في شهادة اخرى. ايضا قتلة علي يمكنهم النوم بهدوء: لا أحد سيقدمهم للمحاكمة. بالاجمال، هم قتلوا طفل فلسطيني.

هذه الحالات والكثير من الحالات الاخرى تحدث في فترة لم يكن هناك فترات كثيرة اكثر هدوءا منها في الضفة. هذا هو الارهاب، ارهاب من قبل الدولة. عندما نسمع عن احداث كهذه في دول تحكمها سلطة ديكتاتورية قاسية – اختطاف اطفال من الأسرة في الليل، اطلاق النار على عين طفل صغير واطلاق النار وقتل طفل آخر – هذه تبعث على القشعريرة.

اطلاق النار على متظاهرين؟ على اطفال؟ أين يتصرفون بهذا الشكل؟ حسنا، ليس في بلاد ما وراء البحار، بل على بعد ساعة سفر بالسيارة من منزلك، ليس في انظمة الظلام، بل في الديمقراطية الوحيدة.

ماذا كنتم تعتقدون بشأن نظام يسمح باطلاق النار على الاطفال، يقوم باختطافهم من نومهم ويهدم مدارسهم؟ هذا بالضبط ما يجب أن تفكروا فيه بالنسبة للنظام المتبع في بلادنا.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب