news-details

​الدروز عرب اقحاح ويصلون على النبي محمد (ع)

تميز النهج الحكومي والمؤسسي الرسمي والذي سارت عليه جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ عام النكبة في 1948 وحتى اليوم، بالعمل المثابر والدؤوب لتمزيق الجماهير العربية الفلسطينية التي بقيت في وطنها رغم كثرة المجازر الترهيبية، الى طوائف وملل وعشائر قبلية والحؤول دون نشوء اي شكل من اشكال الوعي القومي الوطني الوحدوي تحقيقا للغاية المنشودة لافراغ البلاد من اهلها العرب وحضهم على تركها والهجرة بالترهيب والترغيب وهناك من تعاون عميلا مع السلطات ضد اهله ومصلحته وكرامته وكتبت مقالات بائسة مصدرها التزوير والكذب هدفها نيل رضا السيد وموغلة في الجهل والنفاق وقائمة على الباطل والدجل وهي تهين الدروز، وهناك من اعتنق مذهب وزير الدعاية النازي غوبلز القائل اكذب واكذب وبنى مشروعه على اساس الكذب حتى يصبح حقيقة ولكن الكذبة تظل كذبة ولا تستطيع مهما انتشرت بين الناس حجب شمس الحقيقة الساطعة.

اكتب هذا الكلام ردا على الاكاذيب والاقوال التي ظهرت وتظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وتميزت بالبذاءة والتحريض على الدروز لدرجة ان احدهم كتب انه عندما تعرف على الدروز صار يعشق ويحترم الحمير اكثر، ومن الادعاءات السلطوية اننا سلالة النبي شعيب واحفاده، وهذا كذب فلا سلالة  ولا احفاد له ولا تنطبق عليه صفات يترو وسمات يترو الوارد ذكره في التوراه، وحتى لو صح ان موسى كان راعيا لاغنام شعيب او يترو وليس صحيحا ان يترو تزوج ابنة شعيب لانه وبكل بساطة من المعصومين ولم يتزوج، ثم ان مذهب التوحيد ظهر بعد الغزو الاسرائيلي لارض كنعان باكثر من ثلاثة الاف سنة، كذلك فان كذبة ان اليهود تعايشوا مع الدروز في قراهم بسلام ومحبة، يدحضها النهج الحكومي ومنه ان قرية المطلة الدرزية كانت اول قرية في البلاد احتلها الصهاينة وشردوا اهلها بالتعاون مع السلطات العثمانية وصادروا ارض الدروز كما باقي الطوائف العربية، واوضاع العرب الدروز اليوم في الحضيض بسبب النهج العنصري الرسمي، وهناك وثائق تؤكد الهدف من منح السلاح للعرب ومما جاء في هذا البند، "ان منح السلاح لعناصر بعينها او لابناء طائفة بعينها سيعود علينا بالفائدة، وسيؤدي الى التوتر الشديد بين الفئات العربية ويتيح لنا التحكم بهم والسيطرة عليهم"، وهذا جاء كبند من بنود لجنة التنسيق التابعة لاجهزة الامن، وقال القيم على اموال الغائبين مردخاي شطنر في عام 1952، "يجب ان نسعى الى اقل ما يمكن من العرب على اقل ما يمكن من ارض" ، واقيمت في 1952 لجنة خاصة في المجلس الاعلى لشؤون العرب برئاسة ايسار هرئيل هدفها تشجيع العرب على الرحيل بوسائل مختلفة كذلك فان الغاية الاهم لفرقة الاقليات في الجيش هي: "تقريب الطائفة الدرزية منا وربطها بنا واساءة العلاقة بين الدروز والمسلمين في البلاد وزعزعة الثقة بالدروز في الخارج".

وهذا جاء في وثيقة عن فرقة الاقليات، وقال المستشار الحكومي شموئيل طوليدانو "يجب ان نتعهد الاطر الطائفية لكل الطوائف الدينية واللغوية من غير المسلمين وتعزيز كل ما يميز طائفة عن اخرى" والكلام اعلاه يعكس حقيقة التوجه العنصري الحكومي تجاه الاقلية القومية العربية التي هي جزء من الشعب الفلسطيني التي رسخت في وطنها، ونجحت السلطات في عام 1956 في فرض قانون التجنيد الاجباري على العرب الدروز، بموافقة مخاتير القرى الدرزية رافضة عريضة وقعها الف شاب يعارضون قانون التجنيد، وتبلغ نسبة الدروز المجندين قسرا في الجيش 8% بينما نسبة العرب المتطوعين باختيارهم في الجيش 92% من مسلمين ومسيحيين وهذا ليس لتبرئة الذمة وتحويل التهمة بل هذه هي الحقيقة الساطعة ثم انه لا توجد فتاة درزية واحدة مجندة في الجيش او اي جهاز عسكري، بل توجد فتيات مسلمات ومسيحيات في كل الاجهزة العسكرية وهن متطوعات، ثم ان من وقعوا على قانون التجنيد اجبروا على ذلك في الخمسينات، بينما جمع الشباب الاحرار الواعين عرائض وقعها زهاء عشرة الاف يعارضون قانون التجنيد الالزامي الا ان السلطات ولغاية في نفس يعقوب تجاهلت المعارضة ولم تبال الا باعوانها واذنابها وفساديها.

وهناك الف من الدروز رافضي الخدمة الالزامية في الجيش، سجنوا او وجدوا عدة اسباب للتملص من الخدمة كظاهرة التدين، كذلك فان الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في حينه الشيخ امين طريف، لم يوقع على قانون التجنيد واصدر بيانا بالتنسيق مع لجنة المبادرة الدرزية فرض فيه الحرمان والمقاطعة لكل مجند درزي يقوم باعمال غير انسانية في المناطق المحتلة وبارك الشباب الدروز الذين تبرعوا بالدم في القدس وغزة لجرحى الانتفاضة، وكما في اي مجتمع او اية فئة تصارعت وتتصارع داخل الطائفة العربية الدرزية مختلف التيارات الفكرية والسياسية، وتتعرض الطائفة للتضليل وغسل الدماغ وتعاون عدد من ابناءها وبموجب المصالح الذاتية مع السلطات لا يلغي انتماءها القومي العربي ولا يدحض انها جزء من الشعب الفلسطيني، وهناك من الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال من تعاون مع الاحتلال القمعي الفتاك، فهل كل شعبنا متعاون مع الاحتلال؟

وانا كواحد يعتز اولا وقبل كل شيء بانتمائه الانساني الراقي وآخر ما افكر فيه الانتماء العائلي او الطائفي اقول الحقيقة الساطعة والتي لا يستطيع حتى العميل السلطوي انكارها، ان الدروز عرب اقحاح لغتهم الام عربية وهم من بين جميع الفئات العربية يلفظون احرفها بطلاقة واضحة وخاصة حرف القاف ودينهم هو الدين الاسلامي الحنيف ومن البراهين، الصلاة على الميت في بيت جن هي ذاتها في سخنين وعرابة والمثلث والنقب وبغداد، كذلك عقد الزواج ذاته والاعياد عيد الفطر وعيد الاضحى اللغة عربية العادات والتقاليد ذاتها كذلك فان العدو هو ذاته ويمارس العنصرية ضد كل ناطق بالضاد ويفاخر بزي الكوفية والعقال، وسن القوانين العنصرية خاصة قانون القومية وقانون كامينتس، شملت كل ابناء الاقلية الفلسطينية من مسلمين ودروز ومسيحيين وبدو وشركس، مصادرة الارض ودوس الحقوق والتعامل معهم كمواطنين غرباء في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه وهدم البيوت وحرمان القرى العربية كلها من الخرائط الهيكلية والمشاريع الصناعية والتطويرية تطال الجميع بدون استثناء، وما يعني السلطات انها برغم ما هدمت وصادرت واضطهدت وعمقته من عنصرية الا انها فشلت في كسر وهزيمة ارادة الجماهير العربية الباقية والمتجذرة في وطنها الذي لا وطن لها سواه والتي صنعت ببسالة ومحبة واخوة ملحمة يوم الارض وروت تراب الارض بالدماء وهي على استعداد دائم بكل ابنائها للنضال من اجل بقائها اسرة واحدة متآخية تنشد نشيد الحياة شامخة منتصبة القائمة تأبى المساومة وتصر على المقاومة.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب