news-details

الجعفري يدعو لوضع حد لتسييس الشأن الإنساني في سورية

نيويورك- سانا- جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري التأكيد على ضرورة قيام الدول التي تعهدت والتزمت باحترام القانون الدولي وصون السلم والأمن الدوليين بوضع حد لتسييس الشأن الإنساني في سورية، ودعم جهودها في المجالين الإنساني والتنموي ورفض الشروط السياسية والإملاءات التي تضعها بعض الدول بهدف عرقلة جهود الإعمار والتعافي وإعادة المهجرين.

وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم الثلاثاء، عبر الفيديو حول الوضع الإنساني في سورية أن بعض الدول الأعضاء في المجلس أمعنت في عدائها لسورية وأدمنت سياسات الاستعداء، حتى باتت عاجزة تماما عن القيام بأي دور إيجابي وبناء حيال الوضع في سورية والمنطقة، بدليل الصمت المطبق المفروض على مجلس الأمن، بضغط من دول تسعى لتحويله إلى منصة لحلف الناتو ضد سورية.

وشدد على وجوب تصدي مجلس الأمن للأسباب الجذرية للأزمة في سورية، والتي من شأن معالجتها إعادة الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وهي إنهاء الاحتلال الأمريكي-التركي ووضع حد لجرائمه بما فيها تدمير البنى التحتية ونهب ثروات سورية وحرق محاصيلها الزراعية ودعم جهود الدولة وحلفائها لمكافحة الإرهاب والرفع الفوري للإجراءات القسرية أحادية الجانب.

وقال الجعفري: يبدو أن هذه الدول مستسلمة لأهواء الإدارة الأمريكية ومطامعها ومغرمة بسياسات الاحتلال والتتريك ودعم الإرهاب التي يمارسها نظام أردوغان على أراض سورية، وتدعم مخططاته التوسعية وجرائمه بحق سورية والعراق ومصر وليبيا وتونس وأرمينيا واليونان وقبرص، وانتهاكاته لحقوق كل من يعارضه من أبناء الشعب التركي، وهو ما رآه العالم في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة، التي يعرف الجميع ما تبعها من انتهاكات جسيمة لحقوق عشرات آلاف المدنيين وموظفي الدولة الأتراك، مؤكداً أنه إذا كان البعض يحلم بتكرار تجربة الاحتلال التركي لأجزاء من قبرص عام 1974 في سورية فإن سورية لن تسمح بحدوث ذلك حتى لو وقف الناتو كله إلى جانب أردوغان.

وقال الجعفري مخاطبا مندوبي دول الناتو في مجلس الأمن: هل تدعمون القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أم تدعمون الاحتلال الأمريكي-التركي-الإسرائيلي لأجزاء من سورية؟ وهل تحترمون ما نصت عليه قرارات المجلس حول سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها أم تدعمون المساعي الرامية للتتريك أو التقسيم ومواصلة زعزعة الأمن والاستقرار في منطقتنا؟ وهل تؤمنون بجدوى مكافحة الإرهاب وتخليص المدنيين من سيطرة التنظيمات الإرهابية أم أن الإرهاب والاستثمار فيه مستحب عندما يخدم أجنداتكم؟

وأضاف الجعفري: هل تؤمنون بمبادئ العمل الإنساني أم أن محاصرة السوريين وترهيبهم ومحاربتهم في لقمتهم ودوائهم هي أمور هينة عليكم مادامت تخدم مصالح وأجندات البعض.. وكيف تفسرون صمتكم عن منع أردوغان وصول قوافل المساعدات الإنسانية من داخل سورية إلى المناطق التي يحتلها، كما هو عليه الحال بالنسبة للقافلة التي كان من المفترض أن تتوجه إلى منطقة الأتارب ومحيطها، والتي وافقت عليها سورية في الرابع عشر من نيسان الماضي ولم تنفذها منظمة "أوتشا" حتى الآن..

وشدد الجعفري على موقف سورية مما تسمى مؤتمرات بروكسل للمانحين باعتبارها مجرد فعاليات استعراضية دعائية تهدف لخدمة أجندات بعض الدول المنظمة لها والمشاركة فيها في تسييس العمل الإنساني ومحاولة فرض شروطها المسيسة، وولاءاتها العقيمة مجدداً التأكيد على أن سورية لا تعترف بأي اجتماعات أو مبادرات تعقد حولها دون مشاركتها والتنسيق الكامل معها وتجدد مطالبتها الأمم المتحدة بعدم المشاركة في مثل هذه المؤتمرات، حفاظاً على نزاهة دورها واحتراماً لمعايير العمل الإنساني.

أخبار ذات صلة