news-details

الوباء ينتج بيئة ملائمة لانتعاش الفساد والاستبداد، وواجب المواطنين اليقظة

يحاجج المقال الرئيسي الذي ظهر عنوانه على غلاف أسبوعبة The Economist، الشهيرة، بأن الفرص تكبر أمام الأوتوقراطيين - والطامحين إلى الاستبداد في تشديد قبضتهم على السلطة، واكتساب سلطات استثنائية، واضطهاد خصومهم، وانتهاك الدستور، وتقويض حقوقهم وحرياتهم. وعلى حد تقديرها: "سيتخلى الكثيرون عن السلطة عندما تنتهي حالة الطوارئ، لكن آخرين يخططون لإدامتها". وهي تميّز بين مجموعتي دول، تلك التي لا يتهددها الاستبداد وأخرى قد يعصف بها.

وبناء عليه كتبت "ذي ماركر" الإسرائيلية أن السؤال المهم الذي يحتاج المواطنون الإسرائيليون إلى طرحه على أنفسهم، هو ما إذا كانت إسرائيل تنتمي إلى الأولى أو الأخيرة- وما إذا كانت مجلة The Economist على حق. فقد أدت الأزمة الدستورية المستمرة إلى وضع إسرائيل في مواقف لم يسبق لها أبدا التعامل معها- مع ضعف الكنيست، واتفاق ائتلافي يسحق قوى المعارضة ويدمر الكوابح والتوازنات، بما في ذلك خطوات لتغيير القوانين الأساسية. علاوة على ذلك، يقود إسرائيل متهم باقتراف جرائم، وتشكل حكومته المؤقتة والمعينة ملاذا لمشتبهين جنائيين، فسدت ممارساتهم بسبب تضارب المصالح.

وهي تتساءل: هل سيتربع رؤساء عصابات الجريمة المنظمة على القمة السياسية؟ وتجيب: كلما نظرنا إلى ما يحدث في البلدان التي تبدو ديمقراطية وشبه ديمقراطية وديكتاتورية، تبدو هذه القصة أكثر واقعية. الديمقراطية في تراجع منذ بداية القرن الحادي والعشرين. الأوتوقراطية وفسادها في تزايد. وباء فيروس كورونا هو الغطاء المثالي للسياسيين الفاسدين والحكام المتعطشين للسلطة لتحصين حكمهم. لا يمكن للمرء أن يفصل أحدهما عن الآخر - شهوة الحكم والفساد.

وفي نظرة أوسع على العالم، منذ بداية الأزمة، أعلنت 84 دولة حول العالم حالة الطوارئ، وفقا لبيانات من مركز الحقوق المدنية والسياسة في جنيف. ويقول يمكن أن تؤدي التجمعات الكبيرة إلى الإصابة بالعدوى - لذا فإن قصرها على فترة معينة أمر منطقي. لكن هذا ساعد السلطات أيضا في قمع احتجاجات مدنية: حظرت الجزائر الاحتجاجات من النوع الذي تم إجراؤه خلال العام ضد النخب الحاكمة. منع الإغلاق في الهند الاحتجاجات ضد اضطهاد المسلمين. في روسيا، تم القبض على بعض المتظاهرين ضد بوتين. في إسرائيل، توقفت الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، وتم إحباط إمكانية التظاهر أمام منزل رئيس الحكومة بسبب وضع شاشة سوداء كبيرة هناك.

استفادت العديد من الأنظمة من عذر لمحاربة نشر معلومات كاذبة لإسكات وسائل الإعلام الحكومية والنقاد. أفادت منظمة مراسلون بلا حدود أن 38 دولة استخدمت الطاعون لإيذاء ومضايقة العاملين في وسائل الإعلام. في تركيا، تم القبض على ثمانية صحفيين بتهمة التضليل، وتم استجواب المئات بعد نشرهم تعليقات انتقادية على فيسبوك. في بوليفيا، أعلن الرئيس المؤقت جانين أنيس أنه سيتم سجن ناشري معلومات غير صحيحة لمدة تصل إلى 10 سنوات.

في البرازيل، استقال سيرجيو مورو، وهو قاض معروف لمكافحة الفساد، بعد تدخل الرئيس خافيير بولسونيرو في تحقيقات الشرطة الفيدرالية المرتبطة بمزاعم الفساد من قبل أبنائه. يستغل بولسونيرو الأزمة الاقتصادية التي أحدثها الوباء لتقويض منظمات حماية البيئة والادفاع عن وجود القبائل الأصلية.

في الولايات المتحدة، أقال الرئيس دونالد ترامب اثنين من المشرفين العامين - الذين تتمثل مهمتهم في الإشراف على الحوكمة، مثل مراقب الدولة. تم فصل أحدهما لعدم إسكات التحقيق في تورط ترامب في أوكرانيا، والآخر، الذي تعهد بمحاربة الوباء، اعترف بأن ترامب لم يرغب في إدارة حزمة المساعدة إلى الشركات التي تتسم بالشفافية والخاضعة للمصلحة العامة، فقد تم طرد مجموعة من مسؤولي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أو استقالتهم بعد انتقادات وضغوط من الحكومة.

تكرار الحملات الانتخابية في إسرائيل في العام الماضي أضعف الديمقراطية. بدلا من تشكيل معارضة محاربة، وبدلا من ان تعمل معظم وسائل الإعلام- وليس أقلية فيها فقط- على فضح تسلل عصابات الجريمة المارقة والمنظمة لأروقة الحكم، تم تعيين منتفعين في مناصب رئيسية، ومهاجمة المحاكم ومحاولة إفراغها من مضمون قوتها، وزرع الخوف.

ويخلص الكاتب في "ذي ماركر" الى أنه قد تكون الأزمة الاقتصادية اليومية وسيلة أخرى للسيطرة على جمهور خائف وضعيف، ولكن إذا تم رفع العيون والرؤوس فقط فوق سحابة الضباب، فيجب أن يكون دافع مواطني جميع البلدان نحو الخروج والمطالبة بحكم سليم والإصرار على حريتهم.

إذا كان الإسبان خلال حقبة فرانكو، الذين تعرضوا للاضطهاد والتعذيب والقتل، لديهم الشجاعة للخروج وضرب الأواني كل يوم ضد الطاغية؛ وإذا كان لدى البريطانيين الحكمة في رفض الخطاب النازي حتى قبل اندلاع الحرب- فهناك المزيد من الأمل في تلك الأوقات.

أخبار ذات صلة