news-details

الاستقرار والازدهار والعدالة والديمقراطية للجزائر

بإصرار وبمسؤولية وبحزم معًا، دفعت جموع الشعب الجزائري العزيز الى تغيير كبير في سياسة الحكم في بلادها، إذ أعلن الرئيس بوتفليقة التنحي نهائيا بعد 20 عاما من الحكم. كان بين أبرز مظاهر الاحتجاج الجزائري الوعي الكبير، والعزّة الوطنية، برفض أي تدخل أجنبي. فقال معارضو الرئيس بقوة لحكومة فرنسا التي حاولت التلاعب والتدخل: إهتموا بشؤون بلادكم وإياكم والعبث ببلادنا.. ربما كانت تجربة سوريا ماثلة جدًا أمامهم كضوء تحذيري أحمر!

كذلك، فالجزائريون الذين ذاقوا الويلات من الانقسام الكبير والحرب الأهلية التي اجتاحت فيها جماعات تكفيرية مسلحة شتى مناطق البلاد، عرفوا كيف يمنعون حدوث أي شرخ تتسلل منه قوى مشبوهة شبيهة! فكانت السلمية والنضال المدني الموحد راية أساسية في احتجاجهم المظفر.

إن الحاصل في الجزائر يؤكد مجددا أن الشعوب مهما صبرت على الحكومات فهناك لحظات في التاريخ يحدث فيها انعطاف وتحوّل، والسبيل لتحقيق التغيير هو النضال العنيد. هنا في حالة الجزائر لعب الجيش دورا هاما ونجح في البقاء على مسافة لائقة من أطراف الجدل والنقاش والصراع. والحقيقة أن هذا هو المنتظر من جميع الجيوش الوطنية! لذلك هتف المحتجون المحتفلون بعد تنحي رئيس بلادهم في تحيّة لجيشهم: "الجيش والشعب خاوة.. خاوة (إخوة)".

إننا نأمل بثقة وبحرارة أن تواصل الجزائر العزيزة، الصديقة المخلصة لشعب فلسطين ولكل شعوب العالم الثائرة من أجل الحرية، المضيّ بخطى وثيقة في درب الاستقرار والازدهار والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. فبلد المليون شهيد الذي يشكل نموذجا مشرقا لمحاربة ودحر الاستعمار قادر بالتأكيد على قيادة وإدارة دفة مسيره ومصيره نحو الأفضل دائما. عاشت الجزائر وشعبها!

أخبار ذات صلة