news-details

الزخم الشعبي الأممي يستدعي وقفة مسؤولة

تقاطع عدد من التحرّكات والتصريحات والتسريبات في الأيام الأخيرة، بشأن الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة بأهله وبنيانه ومؤسساته مباشرة، وبالمستقبل القريب للقضية الفلسطينية أيضًا. فواشنطن تعلن على لسان وزير خارجيتها أن مشروعها للتطبيع مع السعودية "قريب من الاكتمال" وجرت في الفترة الأخيرة مباحثات واجتماعات حثيثة بشأنه. وهو ما يحمل رسائل لجهات كثيرة، إحداها حكومة الحرب الإسرائيلية، بمفهوم الترغيب، ومنها ما هو موجه للشعب الفلسطيني كله بمفهوم الوعيد.
فالتصوّر عن التطبيع في صفوف الشعوب العربية كلها سلبيّ، لأنه يحمل في طيّاته ارتباط النّظم بعلاقات مصالح وسط تجاوز لقضايا وحقوق الشعوب ومصالحها الحقيقية. على صعيد آخر يعلن الاتحاد الأوروبي أن عدة دول ستعلن اعترافها بدولة فلسطينية، فيما يبدو أنه استكمال لمشروع يجري دفعه وراء الكواليس، ومن غير الواضح كل تفاصيله ومعالمه.
ويجب القول بمسؤولية ووضوح إن هذه التحركات تتم وسط وضع فلسطيني رسمي غاية في التردّي، ويصعب القول بثقة أن هناك مستوى قياديا فلسطينيا موحدا يقف أمام التحديات التي يتكشف منها ربما طرف جبل الجليد فقط! وعلى الرغم من اتساع التأييد الشعبي في شتى دول وشعوب العالم للحقوق الفلسطينية المشروعة، ورفض استمرار سياسات الحرب والاحتلال والاستيطان ومصادرة الحرية والسيادة من الفلسطينيين، فإنه حتى الآن ليس هناك منظومة قيادية فلسطينية قادرة على البناء على هذا الزخم الشعبي واستثماره بأدوات السياسة لتمتين وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية على الصعيد الأممي والدولي الرسمي. وهو ما يستدعي وقفة مسؤولة وجدية من جميع القوى الوطنية في هذا الشعب لوضع الأمور في سياقها الدقيق وفي أعلى سلم الأولويات، بما يقتضيه الأمر من تنازل عن كل القشور والزّيف من أجل جوهر الوحدة والعمل الكفاحي الجامع والمصلحة الوطنية.

أخبار ذات صلة