news-details

تصعيد نتنياهو ليس دعاية انتخابية

يكرر زعيم اليمين، كبير أبواق التحريض، المشتبه بالفساد بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة اعلان نيّته ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وهو يقول بصريح العبارة انه لا يقصد فقط ما يسمى بالكتل الاستيطانية بل كل مستوطنة مهما كان حجمها ومهما كانت "طرفيّة". معنى هذا البسيط: ابتلاع كل الضفة.

المحللون الاسرائيليون يعتبرون هذا جزءا من التصعيد لضرورات الدعاية الانتخابية، لكن الأمر مختلف تماما. ليست هذه دعاية بل هذا هو المشروع، والذي يندرج بكل سلاسة في السيرورة السياسية التي يقودها نتنياهو وينتهجها منذ أكثر من عقد متواصل من الزمن.

بداية نشير الى أنه يضع هذا التصعيد لنواياه نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الظل القاتم لقيام الرئيس الأمريكي - الذي يشبهه تمام في التحريض والفساد والمغالاة - دونالد ترامب. فزعيم اليمين الاسرائيلي يتفاخر بأنه "جعل ترامب يعترف بسيادة اسرائيل في الجولان"؛ (إقرأوا: "إحتلال اسرائيل للجولان"). أي أن ما يسمى "اسرائيل الكبرى" ليس مقولة ايديولوجية ونظرية من متاحف التاريخ أو مناطق الأحلام، بل هي مشروع سياسي فعلي قيد التنفيذ، يتم العمل عليه بمنهجية وتخطيط هنا والآن.

كذلك، فإن اليمين الاسرائيلي الذي يقوده زعيم الليكود قد جمّد أي تقدّم في المفاوضات السياسية مع ممثلي الشعب الفلسطيني، بل سدّ جميع النوافذ - الضيقة أصلا - التي يمكن أن تطل على واقع مختلف بين الشعبين. السبب فعلا "عدم وجود شريك"؛ عدم وجود شريك اسرائيلي تحت حكم اليمين. وفي غضون ذلك يتواصل تعزيز مشروع الاستيطان بأموال ضخمة وميزانيات رسمية مكشوفة وأخرى خفية ملتوية.

هكذا يأتي اعلان الضم القادم ليشكل حلقة جديدة في مشروع تدمير حل الدولتين، (وحل الدولة الواحدة!) إذ سيفضي بالضرورة لنظام ابرتهايد رسمي، يتمتع فيه اليهود بامتيازات وفائض حقوق ويُرمى بالفلسطينيين – جميع الفلسطينيين – في الدرجات الدنيا. هذه هي المعركة القادمة اذا ما واصل اليمين الحكم، واذا ما نجحت أحزابه المختلفة بالحفاظ على حضورها وقوتها كقوة ائتلافية لحُكم نتنياهو!

أخبار ذات صلة