news-details

كلمة الاتحاد| هذه لحظة الحقيقة لشعب لبنان كله

سدّت الأفق وجرحت الأبصار والقلوب هذه الكارثة التي ضربت مدينة بيروت، تلك التي يحفظ لها كل عربية وعربي مكانة عزيزة في الصدور، والتي اقترن اسمها في ذهن المخلصين لشعوبهم وأوطانهم بالحرية والصمود أمام الحصار والعدوان والغزو الأجنبي.


الانفجار الذي دمر معظم المرفأ ومركز المدينة الإداري الاقتصادي وقع نتيجة تخزين مواد كيماوية خطيرة، بإهمال يقترب من الإجرام وفقا للشبهات والمعطيات المتوفرة حتى الآن. وكأن هذا البلد الذي تجرحه العداوات القديمة والفساد المتراكم بحمولة ثقيلة بشعة، وظلاميّة الطائفية والمذهبية لشديد الأسف، قد انفجرت في وجهه، في وجه عاصمته الجميلة رغم ندوبها التاريخية، نتيجة اجتماع كل تلك الافات.


هذا بعض ما تقوله أصوات اللبنانيات واللبنانيين، الذين رفعوا شعار لا أقل من "تعليق المشانق" للمسؤولين عن الكارثة، وما أكثرهم، لأنهم يقفون في طابور تقاعس وفساد وجشع وفئوية على امتداد سنين وعقود خلت. الاحتراب الداخلي الذي يشتعل ويخفت ولكن من غير أن يخبو وأن يُدفن تحت رماده، يدفع بقضايا ومصالح اللبنانيين الحقيقة الى الهوامش.

لتلكؤ الاجرامي في تنظيف واحدة من اهم منشآت لبنان الاقتصادية مما لا يختلف اثنان على أنه كان قنبلة موقوتة، هو جزء من نتائج انشغال الزعامات المهترئة المرتهنة لمصالحها ولمصالح قوى خارجية، لها تتبع.

في محيط موقع الدمار والنار والدخان تُسمع وتُرى تحرّكات مختلفة، منها النبيلة التي يقوم بها الشباب اللبناني بأعمال تطوع لإزالة آثار الكارثة، وتحرّكات أخرى يشتبه في أنها تسعى لاستغلال الموقف الكارثي بغية تحقيق مكاسب هيمنة وانتفاع واستغلال كولونيالي الطابع.


هذه لحظة الحقيقة لشعب لبنان كله، والثقة فيه عالية أن يرفع هاماته التي حملت موتاه بقلوب متألمة، كي يهزّ كيانه السيادي متخلصا من كافة مسببات الكارثة: الانقسام والطائفية والمذهبية وما تفرزه من فساد ومن تقاعس ومن فشل ذريع في بناء دولة لأهلها ومواطنيها وليس مستعمرة لمصالح سلطويي الداخل والخارج.

 

أخبار ذات صلة